الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الفلسطينيون وحدهم في الميدان

بواسطة azzaman

الفلسطينيون وحدهم في الميدان

سامي الزبيدي

 

منذ اغتيال العاهل السعودي الملك فيصل بن عبد العزيز بسبب مواقفه المشهودة والمؤيدة للقضية الفلسطينية والذي دفع حياته ثمنا لها بعد ان قال سأصلي في المسجد الأقصى وكان المدافع الحقيقي عن قضية الشعب الفلسطيني وصاحب مبادرة النفط سلاح في المعركة في حرب أكتوبر عام 1973 بين الدول العربية والكيان الصهيوني وتضامن مع مبادرته العراق ودول الحليج العربي المصدرة للنفط و الدول العربية الأخرى وتم وقف تصدير النفط العربي لأمريكا وكل الدول  الغربية والدول التي وقفت مع الكيان الصهيوني في  تلك الحرب فأحدثت هذه الخطوة أزمة كبرى في أسواق النفط وارتفع سعر برميل النفط  وقتها الى أرقام قياسية وأثر ذلك على الدول الغربية كثيراً وتراجعت العديد من دول العالم عن دعمها للكيان الصهيوني وغيرت مواقفها  كما أدت هذه الخطوة المهمة الى إنهاء الحرب ومنذ تلك الحادثة والى أيامنا هذه لم يظهر زعيم عربي داعم بشكل حقيقي للقضية الفلسطينية باستثناء الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي ضرب إسرائيل بالصواريخ وقدم مساعدات مالية وتسليحية للمنظمات الفلسطينية والرئيس الليبي معمر القذافي الذي ساعد منظمة التحرير الفلسطينية كثيرا فكان نهايتهما القضاء على نظامهما من قبل أمريكا وقتلهما , واليوم لم نسمع بدولة عربية أبدت مساندتها ومساعدتها الفعلية لأبطال المقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني  سابقاً أو في عملية طوفان الأقصى التي فاجأت الصهاينة وأرعبتهم  وأربكتهم  وأذلت قواتهم وأوقعت بها الخسائر الكبيرة التي لم يتعرضوا لها منذ حرب حزيران 1967 الى أيامنا هذه فمواقف الدول العربية المخزية منذ بدء عملية طوفان الأقصى  والى اليوم  مجرد دعوات لإيقاف القتال وإيقاف قصف غزة واتصالات هاتفية مع رؤساء بعض الدول ومع الأمين العام للأمم المتحدة الذي لم يحرك ساكنا والعدو الصهيوني يرتكب جرائم حرب كبرى ضد المدنيين العزل في غزة إن مواقف القادة العرب مخجلة ومعيبة للأسف الشديد  لا ترتقي الى حجم الحدث ولا تمثل ثقل الدول العربية  في المشهد الدولي وفي القضية الفلسطينية بعد ان  كانت  فلسطين هي القضية المركزية لكل الدول العربية واليوم  أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني هو قضية اغلب الدول العربية.

قيادات دينية

وحتى مواقف رجال الدين والقيادات الدينية للأسف كانت خجولة جدا ولا ترتقي لمستوى الأحداث ولا الى مستوى ثقل وتأثير هذه القيادات في المجتمعات العربية والإسلامية , فيا للعار ويا للشنار إخواننا الفلسطينيين يذبحون كل يوم في مجازر لا مثيل لها في التاريخ والزعماء العرب يتفرجون , منازل تهدم على رؤوس المدنيين, أطفال ونساء وشيوخ يدفنون تحتها  المباني والعرب متخاذلون وفوق القصف الهمجي والوحشي باستخدام الأسلحة الفتاكة قام الصهاينة بقطع الماء والكهرباء والغذاء عن سكان غزة العزل والعرب ساكتون ولو تعرف إسرائيل ان للعرب موقفاً حازماً وداعماً بمختلف الوسائل لأبناء غزة  وللفلسطينيين لما ارتكبت  جرائمها الكبرى ولما أقدمت عليها  لكن للأسف الشديد فالزعماء  العرب يخافون على عروشهم ولا يخافون على كرامة أمتهم فتركوا الفلسطينيين وحدهم يقارعون النازيون الجدد , والمؤلم ان الدول العربية تمتلك جيوش جرارة وأسلحة فتاكة وإمكانيات عسكرية كبيرة وإمكانيات اقتصادية اكبر وبإمكانها إذا توافقت في مواقفها ان تجبر أمريكا وربيبتها إسرائيل على إيقاف عدوانها واعتداءاتها المستمرة على الشعب الفلسطيني بل وحتى الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني لا من  خلال التدخل العسكري بل بقطع النفط عن أمريكا والدول الغربية وقطع كل أشكال التعاون الاقتصادي معهم  والتهديد مجرد التهديد بإرسال قوات مسلحة لمساندة الشعب الفلسطيني وإرسال الأسلحة والمعدات وكل الإمكانيات الأخرى لرجال المقاومة الفلسطينية فهل يستطيعون ذلك؟ بالتأكيد لا  فإسرائيل تعرف ان الفلسطينيين وحدهم في الميدان فانفردت بهم مستخدمة كل الأسلحة الفتاكة وحتى المحرمة وكل التكنولوجيا المتطورة ضد فصيل فلسطيني واحد وضد شعب غزة الأعزل  الذي يحاصره  الصهاينة منذ أكثر من خمسة عشر عاما لترتكب افضع الجرائم والمجازر بحقهم وبدعم من أمريكا وكل الدول الغربية ضاربة عرض الحائط المنظمات الدولية والقانون الدولي وكل قوانين الأرض والسماء ولو عرفت إسرائيل ان وراء الفلسطينيين دول عربية وجيوش عربية وقدرات عربية ودول إسلامية ساندة وداعمة لما أقدمت على جرائمها الوحشية فالعار كل العار للمتخاذلين من القادة العرب وكل المتصهينين منهم وكل المطبعين وكل الراضين بسفك دم إخوانهم الفلسطينيين وانتهاك حرماتهم على أيدي الفاشيين الجدد قادة الكيان الصهيوني الغاصب ومرتزقتهم.

 


مشاهدات 578
الكاتب سامي الزبيدي
أضيف 2023/10/22 - 4:17 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 4:43 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير