حماس تفرج عن أسيرتين أمريكيتين في أول بصيص أمل لعائلات المحتجزين

دخول قوافل المساعدات إلى غزة وناجون من قصف إسرائيل يخشون نكبة جديدة

 قطاع غزة (أ ف ب) – دخلت أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة السبت ،قادمة من معبر رفح الحدودي مع مصر.

وقال شهود عيان ان (خمس شاحنات تحمل المساعدات تعبر معبر رفح الحدودي مع مصر). ودخلت في وقت سابق ،36 شاحنة فارغة المعبر باتجاه مصر تحضيرا لتحميلها بالمساعدات.وتحمل هذه الشاحنات أطنانا من مساعدات الإغاثة المرسلة إلى غزة، ودخلت عبر معبر رفح الحدودي بشمال سيناء، وهو المنفذ الوحيد للقطاع الى الخارج لا تشرف عليه إسرائيل.ونقل التلفزيون الرسمي المصري ، مشاهد عبور شاحنات تحمل لافتات الهلال الأحمر المصري من المعبر.وشدد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث على أن هذه القافلة يجب ألا تكون الأخيرة.وقال في بيان (أثق بأن عملية إيصال المساعدات هذه ستكون بداية جهد مستدام لتوفير الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود إلى سكان غزة، بطريقة آمنة، غير مشروطة ودون عوائق).

نكبة فلسطين

وقُتل 4137 شخصًا في قطاع غزة منذ بدء الهجوم، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس صدرت الجمعة.ويخشى عمر عاشور الذي لجأ ،وهو طفل إلى قطاع غزة ابان النكبة الفلسطينية في العام 1948، أن تكون الحرب الاسرائيلية الحالية على قطاع غزة خطة لتهجير الفلسطينيين مرة جديدة.

ويعيش عاشور في مدينة الزهراء جنوب مدينة غزة حيث سوت الصواريخ الإسرائيلية ، أكثر من 20 برجا سكنيا متراصا بالأرض، بعدما حذرت الدولة العبرية سكانها الذين خرجوا منها مهرولين لا يعرفون إلى أين يتجهون، ومع توقف الغارات ذهب بعضهم لتفقد ما خلفه القصف ففجعوا باستحالة العمارات أكوام ركام ودمارا وبمشهد السيارات المتفحمة.

ويبعد الحي حوالى عشرة كيلومترات عن مدينة غزة حيث تقول إسرائيل إنها تستهدف مركز عمليات حركة حماس التي شنت في السابع من تشرين الأول، هجوما غير مسبوق على إسرائيل. عندما دعا الجيش الإٍسرائيلي سكان الجزء الشمالي من قطاع غزة إلى الانتقال جنوبا، رفض عاشور البالغ 83 عاما الانصياع.

وأعادت عمليات القصف الكثيفة المتواصلة منذ أكثر من أسبوعين إلى ذاكرة عاشور مشاهد النكبة الفلسطينية.ويؤكد ان (ما يحدث خطير)، موضحا (أخشى أن يكون تدمير المنازل هدفه نكبة ثانية عبر تهجير الناس ضمن مخطط واضح حتى لا يجد الناس مكانا يسكنون فيه).  ويتحدر جزء كبير من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة من لاجئين انتقلوا إليه خلال النكبة. وفي العام 1948، لجأ عمر عاشور الذي كان في الثامنة، مع عائلته إلى قطاع غزة، من مدينة المجدل في المنطقة التي تقع فيها مدينة عسقلان حاليا.ويروي عاشور (أتذكر ما حصل خلال النكبة، لكن ما يحدث الآن أشد قذارة، نعم لقد كانت اسرائيل تطلق النار وتقتل حتى تدفع الناس للفرار، لكن ما يحدث حاليا أكثر صعوبة وشراسة).

حرب حماس

وبدأت الحرب الحالية بعد هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول ، أدى إلى مقتل أكثر من الف و400  شخص غالبيتهم من المدنيين وفق السلطات الإسرائيلية.وقال الجيش الإسرائيلي أن (الف و500 من مقاتلي حماس قتلوا في الهجوم المضاد لاستعادة السيطرة على المناطق التي دخل اليها عناصر الحركة).

وتفيد الأمم المتحدة أن النزاع الأخير أدى إلى نزوح ما لا يقل عن مليون من سكان غزة. ويخضع القطاع لحصار إسرائيلي محكم وقد قطعت الدولة العبرية عنه امدادات المياه والمواد الغذائية والأدوية والكهرباء. وفي أنقاض مدينة الزهراء، ينظر رامي أبو وزنة يمينا ويسارا إلى العمارات المدمرة على طول الشارع الذي يسكنه حيث سوي 24 مبنى بالأرض.ويقول (لم أتخيل حدوث ذلك في أسوأ كوابيسي).

وهرول آلاف السكان إلى الشوارع لا يعرفون أين يذهبون بعائلاتهم وأطفالهم وسط الظلام الدامس ،بينما هدير الطائرات الحربية المحلقة في سماء المنطقة يعم المكان.ويروي محمد أبو عبيدة أحد سكان الحي (نزلنا نركض إلى الشوارع كان في شقتي ثماني عائلات من النازحين من غزة، دقائق وبدأ القصف العنيف الذي استمر حتى ساعات الفجر الأولى. ويتابع (قصفوا 31 عمارة في كل واحدة منها عشرون شقة لكننا سنبني منازل جديدة كما أنشأنا هذه المدينة، لن نيأس). ويسأل أبو وزنة (لماذا قصفونا نحن مدنيون عزل، أين سنذهب، ذهب كل شيء؟)، واضاف (كنا نسمع من أجدادنا عن النكبة الفلسطينية، وها نحن نعيشها اليوم، لكن لن نغادر أرضنا). وأفرجت حركة حماس ،عن رهينتين أميركيتين .

وأشارت في بيان إلى أنها (أطلقت سراح محتجزتين أمريكيتين أم وابنتها لدواع إنسانية).