الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ظاهرة التسقيط ولوم الآخر في الشخصية العراقية

بواسطة azzaman

ظاهرة التسقيط ولوم الآخر في الشخصية العراقية

رعد الزبيدي

 

يتميز كل مجتمع بوجود سمات او صفات شخصية عامة تطغي وتؤثر في سلوك الفرد الاجتماعي والسياسي، لها مظاهرها، واسبابها، ونتائجها الايجابية او السلبية، على المجتمع بشكل عام وفي علاقاته مع العالم الخارجي ايضا. من بين مظاهر التسقيط ولوم الآخر الاجتماعي والسياسي هو  نقل عيوب الآخرين او/و الصاق عيوب بهم ويحصل هذا بين الاقرباء، والاصدقاء، وزملاء العمل، او علناً عن طريق وسائل الإعلام كما يقوم بذلك على سبيل المثال بعض النواب في البرلمان العراقي والسياسيين ضد بعضهم البعض كالإتهام بالعمالة (الذيول والجوكرية)، والفساد المالي والإداري، والعنصرية، والطائفية، والإرهاب؛ والتخلص من عقدة الذنب والشعور بالمسؤولية وإداء الواجب بالقول ان العراق انباع، والعراق اشبيه.... اما من بين اسباب التسقيط ولوم الآخر الاجتماعي والسياسي، فهناك خلل في مدة وطريقة الرضاعة لذلك نرى ان الفرد ينمو بسلوك عدواني وتسقيطي ولائم للغير على مشاكل الحياة إذا لم تتوافر له نشأة وتربية سوية وسليمة وسلمية، وقصور في ضبط البراز او خروج الفضلات، ان عدم تقبل الفرد في طفولته لطاعة الوالدين في زمان ومكان التغوط، وعدم اشباع حاجاته الفمية والماصة من الاكل والشرب تخلق لديه مشاكل سلوكية عند الرشد منها التحدي، والسلبية او المغالاة من السلبية، والعداء... والإحباط يولد العدوان وتسقيط ولوَم الآخرين، يحدث عندما تتعرض أهداف الفرد إلى الإحباط أو الإعاقة. لذلك يحصل التسقيط كفعل او شكل من اشكال الإبدال أو الأحلال (Displacement) بممارسة العنف ضد الآخر والنرجسية تولد العدوان وتسقيط ولوم الآخر، فالنرجسي هو من يحب نفسه وصورته إلى درجة الغرور والتعظيم، وإن التطرف في حب وتقدير الذات او التطرف في النرجسية يُمكن ان تعطي تفسيرا للشخص التسقيطي.

صراع واقعي

فالشخص التسقيطي مقتنع تماما بأهميته في هذا العالم؛ لكن الآخرين، «لسوء الحظ»، غير مقتنعين به مما يؤدي إلى الغضب النرجسي ومن ثم إلى العدوان؛ والصراع الواقعي بين الافراد والجماعات: يميل الناس، حسب التفسير الوراثي بالفطرة إلى التسقيط ولوم الآخر كاحد انواع التنافس والعدوان الذي قد يصل إلى التدمير المتبادل؛ والاضطهاد والتمييز وعدم المساواة او السيطرة الاجتماعية ترى هذه النظرية ان تسقيط الفرد للفرد وتسقيط الجماعة للفرد او تسقيط جماعة لاخرى يمثل الوضع الطبيعي والعادي في العلاقات بين البشر، حيث ان جميع المجتمعات الإنسانية قائمة على أساس تراتيبي (hierarchical) إلى حد ما، تكون فيها فرد مسيطر على آخر، او جماعة مسيطرة واحدة في الأقل على البقية؛ والنرجسية الطفيفة: العدوان دافع إنساني فطري غير ان المجتمع يُنشئنا على كبته او اخفاءه، حيث يرى فرويد ان الصراع يحدث ليس فقط مع الذين يسكنون بالقرب منا بل مع المتشابهيين معنا ايضا (نرجسية الفروق الطفيفة).

 والتخلص من الشعور بالذنب والفشل والغضب: يميل الفرد في مرحلة النمو المبكر من حياته إلى تقسيم العالم إلى حسن وسيء اوخير وشر ثم يقوم بإسقاط الجوانب السلبية او التي لا يحبها في نفسه، او ما يجده غير مقبول فيه، على الآخرين. وعملية الاختيار االطبيعي، تقوم على ان عملية الاختيار الطبيعي قد وضعت في البشر غريزة عدوانية فطرية.

 وبنية الإنسان العقلية: سيطرة النزعة الحيوانية او البهيمية (الهو)  (ID) او الذات السفلى التي تنظر إلى الآخر بدونية واحتقار وازدراء وتجرده آدميته، وترمي عليه كل العيوب والاخطاء.

نتيجة قصور وخلل في التربية وتهذيب النزعة الحيوانية الإنانية، وضعف الرادع الاخلاقي والقانوني والاجتماعي وتأنيب الضمير (Super Ego)؛ ونوع نمط الشخصية والعصاب/العصابية: يعتقد ان هناك علاقة بين أنماط الشخصية والإضطرابات النفسية والسلوكية كالعصاب/العصابية، فقد اشارت احدى الدراسات إلى وجود علاقة إرتباطية موجبة، ودالة إحصائياً بين السلوك العدواني وبين بعدي الإنبساط والعصاب؛ والتعصب (الأحكام المسبقة والتحيز ضد الآخرين): فالعنصرية هي تعصّب والتعصب هو تطّرف، وان التعصب والكراهية ضد الآخر يُمكن ان تقود إلى القتل.

وبسبب انتشار التعصب في العراق فإنه سيكون سببا في انتشار التسقيط والقاء اللوم على الآخرين وإلى العنف؛ والإسقاط : ويفسر لوم الآخرين على اخطائنا ايضا كنوع من الإسقاط يقوم فيه أفراد مضطربون نفسيا بإسقاط مشاعر النقص التي يحملونها على الآخرين.

وبين اسبابه ايضا الجهل، والكراهية، وتصدر من بشر ذوو البناء الشخصي الضعيف كمناورات في الدفاع عن النفس ناجمة ايضا عن دور العوامل الإنفعالية والدافعية في التعصب.

وبأنهم يشكلوا تهديد لمصالحهم وينافسوهم على الموارد المحدودة؛ وآثار العنف على الشخصية العراقية.

تأثر الناس في العراق بممارسات المحتل الاجنبي والإرهاب، واصحاب السلطة كالآباء والمدرسين والشرطة وغيرهم في سلوكهم العنيف والدموي والإسلوب الحاد والقاسي مما خلق شخصية تسقيطية، ولوامه، ونرجسية، وإنانية، وعدوانية؛ وتأثير تفاعل وتراكم جميع العوامل الداخلية والخارجية؛ وتأثير العوامل الثقافية على التسقيط السياسي.

تنشئة اجتماعية

اما النتائج السلبية للتسقيط فيؤدي إلى ضعف وانقسام المجتمع العراقي؛ وعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي؛ وتعرض العراق للإحتلال الأجنبي المتكرر؛ والاعتماد على الاجنبي بدل الوطني.

اما الحلول فتكمن في توعية الامهات: هناك ضرورة قصوى في توعية الامهات والمجتمع العراقي وبكافة الوسائل إلى اهمية اتباع قواعد التربية والتعليم والتنشئة ابتداء من فترة الرضاعة والتعامل مع الطفل اثناء اداء حاجته في البراز واخراج الفضلات، بدون ايذاء، فكلما جرت عملية الرضاعة وضبط البراز بالطرق الاقناعية والسلمية كلما كان سلوك الفرد في المستقبل اكثر سلمياً؛ واتباع التنشئة الاجتماعية التعاونية او الاجتماعية: يجب ان يدرس الاطفال بطرق مختلفة مرئية ومسموعة وتطبيقية على سلوك خلية النحل، وممكلة النمل.

ونظام ونمط الضبط بدل التسيب والاهمال، اسوة بالنظام العسكري.

 وقواعد العمل الصارمة في اميريكا والغرب التي لا تسمح بالتسقيط وعدم احترام الآخر والنظر بدونيه اليه؛ وفرض قواعد السلوك الصحيح بقوة القانون: يجب تأسيس اساليب الثواب والعقاب.

وتطبيق القانون والاجراءات الرادعة بالغرامات على المخالفين لقواعد السلوك السوي في كل مكان من اجل التخلص من الامراض النفسية والاجتماعية.


مشاهدات 840
الكاتب رعد الزبيدي
أضيف 2023/10/20 - 4:46 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 9:02 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 371 الشهر 7939 الكلي 9370011
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير