الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إتفاقية برتن وودز وعولمة الدولار (1)

بواسطة azzaman

إتفاقية برتن وودز وعولمة الدولار (1)

البوّابات الإقتصادية الأمريكية للهيمنة على العالم

قتيبة آل غصيبة

 

كانت نهاية الحرب العالمية الثانية إيذاناً بتشكل نظام دولي جديد تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ؛ بالاعتماد على اقتصادها المتنامي ؛ إضافة الى قوتها العسكرية المتعاظمة ؛ فقد اصبحت عملتها (الدولار) العملة الاساسية في التعاملات التجارية العالمية ، فبعدما أصبحت الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم بعد الحرب العالمية الثانية ؛ تمكنت خلال تلك الفترة من خداع دول العالم باتفاقية «برتن وودز - عام 1944» ؛ إذ ساهمت هذه الاتفاقية في هيمنة الدولار الأمريكي على التجارة العالمية ؛ وقد نصت هذه الاتفاقية على أن يكون الدولار الأمريكي هو العملة الوحيدة التي يمكن تحويلها إلى ذهب ؛ مما جعله عملة موثوقة ومستقرة في نظر الدول الأخرى ؛ ثم أعقبها إنشاء «صندوق النقد الدولي»؛ الذي ساهم في تعزيز الثقة بالدولار الأمريكي من خلال تقديم قروض للدول التي تواجه صعوبات في ميزان المدفوعات ؛ بالتزامن مع قيام الادارة  الامريكية بتدعيم اقتصادها ؛ من خلال تقديم التسهيلات وإجراءات تنشيط عمل الشركات والمصانع الامريكية ودخولها في الاسواق العالمية .

زيادة الدولار

فقد أفضت كل تلك الاجراءات الى زيادة الطلب على الدولار الأمريكي ؛ وأصبح العملة الأكثر استخداماٌ في التجارة العالمية، وبمعدل استخدام   حوالي 85 بالمئة  من المعاملات التجارية العالمية ،  بعد ان كانت العملات الوطنية قبل اتفاقية «برتن وودز» مرتبطة بالذهب، مما يعني أن كل العملات المحلية كانت مدعومة بكمية محددة من الذهب ؛ إلا ان هذا النظام أعترته أزمات كبيرة في ظل ظروف الحرب العالمية الثانية ؛ واضطرت العديد من الدول إلى تقييد التجارة الخارجية وتبادل العملات ؛ فظهرت اتفاقية «برتن وودز» لتُنشيء نظام نقدي دولي جديد يكون أكثر مرونة واستقراراً ؛ وذلك وفقاً لخطط خبراء الاقتصاد الامريكان المؤسسين لهذه الاتفاقية ؛ وقد نصت الاتفاقية على أن الدولار الأمريكي هو العملة (الوحيدة) التي يمكن تحويلها إلى ذهب ؛ مما جعله عملة موثوقة ومستقرة في نظر الدول الأخرى ؛ ونتيجة لذلك ؛ أصبح الدولار الأمريكي العملة الأكثر استخداماً في التجارة الدولية ؛ وإن الدول التي ترغب في التجارة مع الولايات المتحدة تضطر إلى شراء الدولار الأمريكي ؛  مما يزيد من الطلب على الدولار الامريكي الذي اصبح العملة العالمية الوحيدة في التعاملات التجارية الدولية.

مشروع امريكي

وبغية أستكمال نجاح المشروع الامريكي في (عولمة الدولار) ؛ كان لابد لإدارتها ان تعمل على اتخاذ خطوات اقتصادية فعالة والعمل على تأسيس مؤسسات أقتصادية ومشاريع ساندة لهذه الاتفاقية ؛ تمثل في جوهرها بوابات او واجهات من أجل أحكام الهيمنة الامريكية على دول العالم ؛  فكان اول هذه البوابات هو (صندوق النقد الدولي) الذي تأسس  عام 1944 بالتزامن مع  «اتفاقية بريتون وودز» ، وثانيها (البنك الدولي للإنشاء والتعمير) الذي تأسس أيضا سنة 1944 في أعقاب «اتفاقية برتن وودز» ، والبوابة الثالثة هي «مشروع مارشال لاعادة أعمار أوربا» الذي أطلق عام 1947   والبوابة الرابعة ؛ هي (الوكالة الامريكية للتنمية الدولية)  التي تأسست في عام 1961 ، والبوابة الخامسة هي (هي منظمة التجارة العالمية) التي تأسست مطلع عام 1995، أما البوابة السادسة للهيمنة الامريكية على العالم؛ هو (مشروع البترو دولار) الذي أطلقته الولايات المتحدة عام 1973 ؛ بعد انكشاف خداعها لدول العالم بربط الدولار بالذهب ؛ والذي تم إقراره  بموجب قرارات مؤتمر «برتن وودز»

وبغية استكمال فهمنا لأهداف وأساليب تلك المؤسسات والمشاريع ؛ فسيتم بإذن الله مناقشتها في الحلقات القادمة ...


مشاهدات 653
الكاتب قتيبة آل غصيبة
أضيف 2023/10/11 - 1:21 AM
آخر تحديث 2024/07/16 - 1:54 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 370 الشهر 7938 الكلي 9370010
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير