المال السياسي في الانتخابات
محمد رضا الساعدي
ما دمنا مقبلين على الانتخابات سترى بأم عينك حجم الإنفاق والبذخ (بالمال السياسي) على الحملات الانتخابية للكتل والاشخاص وتوزيع الهدايا النوعية على الأشخاص المؤثرين في البلد عشائريا او إعلاميا او فنيا او صحفيا حتى البلوكرات والفانشيستات وغيرهم ...وتوزيع الفتات على بعض من المواطنين كربع دجاج على تمن او رصيد ابو ١٠ او بطانية في الشتاء ومروحة في الصيف !؟
وهنا يأتي في الذهن هل هذا الانفاق الكبير للاموال العزيزة جاء جزافا ولأجل التنافس فقط أو لأجل كونه مقدمة لنهب اموال اخرى مستقبلا ، وهل هذه الاموال التي ينفقونها جاءت بسبب تعب وعرق جبين او انها من قوت الشعب وخدماته ...وهل وهل وهل ؟
وهنا يأتي قول الشاعر جوابا لذلك :
من ملك البلاد بغير حرب يهون عليه تسليم البلاد
فان المال السائب والمال السياسي والكسب غير المشروع واستغلال السلطة والدعم الإقليمي وصفقات المشاريع هو سبب تجمع هذه الاموال فلا يجد المرشح ضيرا في الإنفاق يمينا وشمالا.
ومن جهة أخرى يبرز استغلال المنصب التنفيدي او التشريعي في كسب الأصوات قبل الانتخابات من خلال التعيين او الوعد به او من خلال عمل نشاط في وزارات خدمية او من خلال تبليط شارع او فتح مشروع .. الخ
لذا ترى كثير منهم يعمل الخدمات لا لأجل الناس واستحقاقها وحقها وإنما لأجل كسب الأصوات استباقيا...لذا تراهم يركزون قبيل الانتخابات على توفير كل شي للمواطن واللقاء مع الناس والحملات الاعلامية على قدم وساق ...
ولكن سرعان ما يحصل على مراده لا ترى له اسما ولا رسما ... ويبادر اول شي لتغيير رقمه وأبدال مكانه وووالخ .
وهنا استذكر قول الشاعر عن ذلك المعنى :
صلى وصام لأمر كان يطلبه
فلما اتاه لا صلى ولا صاما
كما أن هناك ظاهرة أخرى وهي ان كثير من الفاسدين وسراق المال العام استثمروا تلك الاموال السحت في دعم اشخاص او اطراف مشاركة بالانتخابات لتحصيل نفوذ مستقبلي في الدولة من خلالهم مقابل دعمهم في الانتخابات ماديا واعلاميا.
وبالتالي تكون واجهات سياسية يقف خلفها حيتان فساد يمصوا دماء الشعب بوجوه جديدة.
وفي النهاية تجتمع مسميات فاسدة هدفها نهب ما تبقى من مقدرات البلد وهدم ما تبقى من روح المواطنة وحب الوطن .
وليس في الافق منقذ ينتصر لهذا الشعب المظلوم وهذا الدين المنتهك.