الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإمام الحسين (عليه السلام) في شعره

بواسطة azzaman

الإمام الحسين (عليه السلام) في شعره

غزاي درع الطائي

 

كتب الإمام الحسين (عليه السلام) الشعر، متخذا منه وسيلة للدفاع عن الحق وإعلاء راية الإسلام الحنيف ورعاية القيم والمبادئ التي تربّى عليها، فجاء رافلا بالفخر والحكمة والموعظة الحسنة والدعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد قام عدد من الباحثين بجمع هذا الشعر وإصداره في ديوان، ومنهم محمد عبد الرحيم، الذي قام بجمــــع (ديوان الإمام الحسين بن علي) وتكلفت دار المختارات العربية بنشره عام 1412هـ، ومحمود المقدسي الغريفي الذي قام بتحقيق (ديوان الإمام الحسين بن علي) ونشره، والدكتور محمد صادق محمد الكرباسي الذي قام بتحقيق (ديوان الإمام الحسين ــ من الشعر المنسوب إليه ــ بجزئين)، وتكلف المركز الحسيني للدراسات ـ لندن ـ بنشره عام 2001م ،ومحمد نعمة بربر الذي قام بتحقيق (ديوان الإمام الحسين) وإصداره عن المكتبة العصرية، صيداــ بيروت، عام 2010، فيما قامت (الموسوعة الشعرية/3) وهي قرص مدمج صادر عن المجمع الثقافي فـي دولة الإمارات العربية المتحدة عـام 2001م، بتقديم شعر الإمام (عليه السلام)، الذي بلغ عدد أبياته (278) بيتا شعريا.

وقد تميز شعر الإمام (عليه السلام) بخصائص فنية رائقة تمثلت بأن لغته الشعرية كانت واضحة سلسة، بعيدة عن التعقيد وليس فيها مــوض وخالية من الخشونة، وأن الألفاظ المختارة كانت ملائمة للمعاني المعبرة عنها ومتَّحدة بها، ولقد  تعددت الوجوه البلاغية المستخدمة، فكان هناك الطباق والجنــاس والتقديم والتأخير والإيجاز وغيرها، وجاء الشعر في جميع أغراضه بعيدا عن المبالغة، وكان كــل شيء بميزان، وكل معنى بمقدار، وكل لفظ بقدر، وجاء الرجز جميعه مصرَّع الأبيات، ولذلك تميَّز بموسيقاه  الشعريـة الجميلة، وكان أبعد ما يكون عن ذكر كل ما هو زائد وحشو، وكانت الأبيــات الشعرية تدخل إلى أغراضها مباشرة ودون مقدمات، وهذه مختارات من شعر الإما (عليه السلام):

 

 

الموتُ خيرٌ من ركوبِ العارِ

 والعارُ خيرٌ من دخولِ النّارِ

واللهُ من هذا وهذا جاري

 

- أنا ابنُ عليِّ الحبرِ مِـنْ آلِ هاشـمِ

كفاني بهذا مفخراً حين أفخــــــــرُ

وجدي رسولُ اللهِ أكرمُ مَنْ مشى

    ونحنُ سراجُ اللهِ في الأرضِ يزهرُ

    وفاطمةٌ أمي سلالـــــــةُ أحمــــد ٍ

     وعمي يُــدعى ذا الجناحينِ جعفـرُ

     وفينا كتابُ اللهِ ينزلُ صادقــــــاً

     وفينا الهدى والوحيُ والخيرُ يُذكرُ

  ونحنُ ولاةُ اللهِ نسقي  ولاتَنــــــــا 

    بكأسِ رسولِ اللهِ مـــــا ليس يُنكـرُ

  لمنْ يا أيها المغرورُ تحوي

    مِـَن المالِ الموفَّرِ والأثـاث

   ستمضي غيرَ محمودٍ فريداً

    ويخلو بعلُ عرسِكَ بالتراث ِ

   فما لكَ غيرُ تقوى اللهِ حرزٌ

     ولا وزرٌ وما لكَ مِنْ غيـاث ِ


مشاهدات 490
الكاتب غزاي درع الطائي
أضيف 2023/09/04 - 6:35 PM
آخر تحديث 2024/07/16 - 3:02 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 334 الشهر 7902 الكلي 9369974
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير