وداعاً كريم العراقي

خلدون المشعل

الشمس شمسي والعراق عراقي قالها كريم الا ان للغربة كلام اخر فقد لفظ كريم انفاسه الاخيرة في ابوظبي الامارات عند اناس يعرفون معنى الشعر والشعراء ، يقدرون الموهوبين ويحترمونهم ، رحل كريم بعيدا عن بغداد التي احبها بقصائده وقد حبته بغداد بغزله لها كيف لا وهو يقول لها وهل خلق الله مثلك في الدنيا اجمعها ، يموت الكثير من البشر ويرحلون بصمت الا كريم كيف سننسى نحن هذا الجيل الذي حفظ قصائده المغناة بحنجرة كاظم الساهر ( يا احلى امراة لو صمتت قلبي يسمعها ) ، خسرناك كما خسرنا الذين قتلتهم الغربة ولماذا يموت شعراءنا في المنفى في حين ان سراق الوطن وبائعيه يتنعمون بخيرات هذا البلد الجريح ، من سنعزي اليوم انعزي اهلك وعشيرتك الاقربين او نعزي الوطن الجريح او نعزي الشعر العربي او نعزيك ياكاظم الساهر ، خسر العراق شعراءه يوما بعد اخر. اني شخصيا ارى جيلا من الشعراء رحل ولم يأتي مثيل له كيف لا والمثقف العراقي يمنح مكافاة مالية من وزارة الثقافة لا تتجاوز الالف دينارا يوميا على مدار سنة كاملة وهل هي وزارة استثمارية ام انها وجدت للاهتمام بشريحة المثقفين والصحفيين والشعراء والفنانين فالاف الموظفين والمدراء العامين الا ان ثقافتنا ذاهبة نحو الهاوية اما الاهتمام بالشعراء والمثقفين ليس له وجود اصلا ، ومن بعد كريم العراقي سيموت في غربته ومنفاه هذا السؤال نتركه لقادة الوطن ان بقي لنا وطن !؟ .