الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ما بين الفنان و المعرض

بواسطة azzaman

ما بين الفنان و المعرض

فريد حسن

 

في عوالم الفنون الخفية هناك مكونات واضحة لنجاح الفنان في تسويقه لأعماله من دون المعارض  و المشاركات أو المسابقات المجانية و التخلص من الفكرة التقليدية ’’ في العرض الكلاسيكي مع ان  المعارض تتيح رؤية  لوحاتك و اعمالك النحتية للجمهور لكن هل تستطيع بيعها بسهولة و بالأسعار التي تحددها هناك نسبة تختلف من فنان لأخر و النتيجة في النهاية  لا تمكنك من مزاولة المهنة التي تحبها باستمرار و تمنعك من التفكير بأشياء جديدة تدعم جهودك و ابداعك وقد تهدر الكثير من وقتك  على الاشتغال و تفكر دائما من عدم تقبل المتذوقين لأعمالك  ؟ ان معظم المعارض لا تتدخل في قيمة العمل او تساعد على بيعهِ في منصاتها المتواضعة الغير فاعلة , غالبا ما تصرف الاموال من جيوب الفنانين المبتدئين دون تعويضهم او مكافئتهم  او تحفيزهم على العطاء ؟ فالنسق العام للمعارض يخلو من التنظيم الجيد أو الاستثمار الفني او دعم للمبدعين ! ولم نرى حركات جديدة تتشكل من الشباب تدعمها تلك المعارض و تأخذ بيدهم  وهذا  قد تؤثر مستقبلا ًعلى الذوق الفني السائد الذي يميل غالباً الى موضوعات  ’’الحياة الساكنة’’ و ’’المدرسة الكلاسيكية’’ او النمطية الانطباعية المعتادة في تشكيل الصورة و الكولاج الورقي و بعض الخامات البسيطة ورخيصة , فالمعارض بشكل رئيسي  تقدم للفنان مساحة  عرض للجمهور مقابل شروط محددة قد تكون مبالغ بها و مكلفة احياناً من ناحية تأطير العمل و المطالبة بقياسات كبيرة ،  اما التنظيم الموسمي التي تشرف عليها المؤسسات الفنية الحكومية تحدد نوعية الموضوعات و هيكلية التقليدي ولا تخلو من بعض المشاكل  بالنسبة  لمساحاتها المحدودة  ، و مع التقدم التكنلوجي المتسارع لا زالت الاضاءة و طريقة طلاء المعارض و وضع الاسماء بورقة ملصوقة يضعف من جوهر الفعاليات  المصاحبة للافتتاح ،  وايضا  وجود مشكلة عدم قدرة المتابعين للوسط الفني زيارة المعرض الا في اوقات ضيقة و مدد غالبا  ما تعيق المساهمة في تفاعل اكبر عدد ممكن من المتذوقين و امور كثير اخرى...  لذا يجب ان تتوفر مساحات بديلة حتى وان كانت  متواضعة  تنظمها مؤسسات المجتمع المدني على اقل  تقدير   تتيح للفنان المشاركة دون قيود و تمكن الفنان من معرفة ردود افعال الزائرين و تنمية قدرة الفنان على وصف عملهِ بشكل اكاديمي رصين و يرتكز على أسس ومفاهيم صحيحة  لفك  طلاسم الاشكال والمساحة اللونية  و ضربات الفرشاة وهناك السوق الموازية للعرض  في الانترنيت من خلال  وسائل التواصل الاجتماعي و اشهرها ( الانستغرام ) التي اصبحت واحة للترويج و عرض الابتكارات الفنية او من خلال المواقع الرئيسية الموثوقة و يمكن للفنان ان يحصل على الشهرة اولا ً عن  طريق التسويق لكن يجب توفر فيها الرؤية الفنية التي تحسن من اظهار جمالي , وفي اختيار الاسلوب المناسب غالبا ما تكون الاعمال  ذات الطابع التجريدي قد تدخل  الفنان في تعقيدات خصوصا اذا كان مبتدا او من الهواة ، مالم يفهم جذور و بدايات الفنون التجريدية  ولدت التجربة عام 1915 حيث بدات في مرحلة ما بعد الانطباعية وصولا الى التجريد الهندسي و الاشكال النقية , و تطورت كثيرا الى  الفترة ما بين عام 1940 الى 1960 حينما كانت الحركة التعبيرية الجديدة تلامس التجردو من اهم التجارب هي  للفنان  ’’جاكسون بولوك  ’’و ’’فرانس كلاين ’’, و في الولايات المتحدة اتخذ التجرد في اسلوب الفن البسيط الذي يعتمد على الطلاء الواحد للوحة والمنحوتات ذات الطابع الهندسي المتشظي  الى ان ولد الفن المفاهيمي ما بين عام 1960  الى 1970 حيث قلب الطاولة لتبدأ مرحلة جديدة من تحول الفكرة الى طاقة ملموسة و تحول الكائن الهلامي الى مفهوم مادي مثل النحت التركيبي و التصوير و أفلام الاداء الجسدي و موضوعات من الحياة العامة و مشاعر الانسان المتناقضة بأفعاله الغريبة و مشاهد مؤثرة تحفز على التفكير و الاستدلال من شأنها ان تخلق حالة من الانفعالات , و تحدث وهما بالعمق يمر عبر الادراك البصري , لابد ان نفهم ان التجريد هو لغة بصرية مبتكرة مكون من  صور مرئية او من التصورات الذهنية والاوهام البصرة و هنا المخاض في معرفة  كيف نحول تلك الارهاصات الى مادة جمالية, لانها ليست مجرد خطوط عشوائية او طلاء او تركيبات هندسية بدون هدف  ؟ فالبيئة عامل خصوصا على مستوى البنائي او التركيبي للعمل يمكن ان يسخر التجريد التعبيري من خلال الكثير من المشاهد التراثية و دمجها لتصبح  فناً  معاصراً ,فالمجتمع يحتاج الى وقت  لفهم  الفنون الحديثة لتجد المقتنين لها , او لتجد اسواق خارجية تباع من خلالها الاعمال المحلية بإطار معاصر وتجريدي  يمكن ان يكون عبر منصات التواصل الاجتماعي فهي اكثر فاعلية من المعارض و طقوس التي لن  تتغير .


مشاهدات 622
الكاتب فريد حسن
أضيف 2023/08/21 - 4:28 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 4:16 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 94 الشهر 94 الكلي 9362166
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير