سلوك غير إحترافي
عبد الحكيم مصطفى
كلما يفسخ ناد رياضي عربي عقد لاعب عراقي (محترف) في صفوفه، يبرز التساؤل ذاته، هل ان ادارة النادي العربي تجاوزت على حق من حقوق اللاعب العراقي، ام ان اداء اللاعب ومردوده هو السبب في مغادرة صفوف الفريق .. الواقع الفني للاعب العراقي هو الذي يحسم هذا الجدل، اذ يشير هذا الواقع المثير للشفقة، الى تكاسل اللاعب في تنفيذ متطلبات الاحتراف في هذا الدوري العربي او ذاك، من جهة عدم التزامه بنظام غذائي علمي وتهاونه الفني وعدم الاهتمام بالراحة الايجابية والسلبية على حد سواء، فضلاً عن سقف طموحه الواطىء جداً، الناتج عن ثقافته الرياضية المتواضعة وغياب الارادة في تطوير مستواه .. مردود اللاعب العراقي في البطولات العربية والقارية والدولية التي يشارك فيها، مع فريق ناديه المحلي او مع المنتخب الوطني، يسمح له باللعب مع فرق الاندية العربية على أقل تقدير، ولكن اهماله يعرقل تقدم مستواه .. مع نهاية الموسم الماضي فقد مهاجم منتخبنا الوطني ايمن حسين، ولاعب الوسط المتمكن امجد عطوان، والنجم حسين علي، فرصة الاستمرار في اللعب مع فرق اندينهم العربية ..ولان اللاعب لا يتعدى عمره الرياضي في احسن الاحوال عشر سنوات، فان عدم حرصه على البقاء في (الفورمة ) الفنية في هذه المدة الزمنية ، يتسبب في الحاق ضرر كبير بنفسه وبكرة العراق واللاعبين الصاعدين .. يلحق ضررا بنفسه لان عدم استمراره مع الفريق العربي يعني البحث عن فريق اخر، وبيئة فنية جديدة تتطلب حتماً التأقلم معها وقتا غير قصير، وبذلك يخسر اللاعب وقتاً لا يدرك قيمته، يتسبب في تراجع مستواه .. ويلحق اللاعب المهمل ضرراً بالمنتخب الوطني لانه لا يؤدي متطلبات واجبات مركزه بالدرجة الفنية المطلوبة عندما يكون في صفوفه، في الاستحقاقات الخارجية الرسمية ..اما تضرر الجيل الواعد من السلوك غير الاحترافي للاعب الدولي، فيتمثل في (غلق) الطريق أمام الجيل الواعد للاحتراف في المستقبل .. إن خطورة (تخلي) اللاعب الدولي عن طموح اللعب بكفاءة نوعية عند احترافه في النادي العربي، او اللعب في فريق النادي المحلي، تثير الف علامة استفهام، لان اللاعب يعرف ان مستقبله على كف عفريت، خاصة وان ظروف ما بعد الاعتزال هي صعبة جداً.
من جهة قلة فرص العمل في المجالات الادارية، والفنية ،لان الغلبة في هذه الايام للعمل في المجالين الاداري والتدريبي، هي للانتهازين غير المؤهلين، في عدد من الاندية والمنتخبات الوطنية ، فضلا عن أن الفوز بالفرصة الادارية والتدريبية، تحتاج الى وقت وتراخيص عمل وتعب منظم.
فهل سيتدارك اللاعب العراقي (المحترف) اخطاء ادارته لشؤونه الفنية ام يستمر العبث بالوقت ويهدر فرص تطوير قدراته الفنية ، و لا يكترث لتداعيات هذا الاهمال.