الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في ذكرى رحيل شاعر الحب والثورة عبدالوهاب احمد جمعة البياتي

بواسطة azzaman

في ذكرى رحيل شاعر الحب والثورة عبدالوهاب احمد جمعة البياتي

حسين الجاف

..والده الحاج احمد ملا جمعة البياتي وعمه محمود ملا جمعة البياتي من سكنة محلة باب الشيخ البغدادية العريقة ومن العاملين في تجارة المواد الغذائية المنحدران اصلا من عائلة عربية من قرية زنكلو بظاهر جبال حمرين وام عبدالوهاب البياتي هي شقيقة الملا رشيد باجلان مدرس الكتاب للاحباب وله كتاب صغير يختلف اليه اولاد المحلة الشعبية الاولى في العراق لتعلم مبادى قراءة كتاب الله وكان انسانا كورديا ورعا منحدرا من اطراف خانقين فيما احسب اما اخوة البياتي فهم مدحت الخياط وكان يمتلك محلا للخياطةفي مدخل شارع ابي نؤاس من جهة الباب الشرقي..المحل كان ملاصقا لمبنى ثانوية العقيدة للبنات من جهة جسر الجمهورية و كان يتردد على المحل نخبة ممتازة من علية القوم الثقاقية وفي مقدمتهم الادباء الكوردالاستاذ محمد الملا عبدالكريم المدرس والاساتذة الدكاترة عزالدين مصطفى رسول ومعروف خزندار وغيرهم من ادباء العراق وكان الخياط مدحت انسانا وطنيا عراقيا تقدميامضيافا ومثقفا اما اشقاء البياتي الاخرو ن فهم عبد الرزاق والد الاعلامية الشهيرة الدكتورة ميسون البياتي فكان هو الاخر و شقيقه الاصغر سنا عبدالستار يعملان بتجارة المواد الغذائية الغذائية ايضا الا ان عبدالستار الذي تولى رئاسة غرفة تجارة بغداد بعد سقوط النظام الطاغوتي البعثي عام 2003 كان اكثر غنى وكان وكيلا عاما وحيدا بالعراق لشركة انتاج حليب( ايفانتي) الهولندية الشهيرة .

أخوة البياتي

اما اصغر اخوة البياتي عدنان فقد كان يعمل هو الاخر خياطا في منطقة بغداد الجديدة وقد ابلغني الشاعر البعقوبي الاستاذ راسم ابراهيم بعد نشر هذه المقالة بأن للبياتي اخر اسمه شهاب يسكن منطقة الخالص وكان يعمل مفتشا في مديرية مصلحة نقل الركاب في ديالى وكان أخوة البياتي جميعا يتميزون بالدماثة والوطنية الصادقة وطيبة الخلق اما ابوهم الرجل البغدادي الانيق الذي يلبس الجراوية البغدادية والسترة والزبون المتميزبأطلالةتتميز بمعالم وسامة كبيرة بالرغم من تقدمه بالسن(اوائل الستينيات الماضية) فكان رجلا هادئا مهيبا لطالما ما عانى من كثرة ملاحقات واعتقالات ولده الاكبر المناضل والشاعر عبدالوهاب بسبب ميوله اليسارية والماركسية على يد السلطات الرجعية والدكتاتورية التي حكمت العراق خلال السبعين سنة الماضية ...وعلى الرغم من جذور الفكر الماركسي الراسخة في اعماقه العميقة الا ان وقدات السرحان الصوفي كانت تعصف بكيانه عصفا وفي بعض الاحيان كان يشاهده ابناء محلتنا وشاهدته انا شخصيا اكثر من مرة على الرغم من ندرة تواجده بالمحلة متسللا الى رحاب الحضرة الكيلانية ليضع اذنه مصغيا في حبور وتهيب وهو في حالة انجذاب واضحة على شباك ضريح قطب بغداد الشيخ عبد القادر الكيلأني(470-560 )هجرية وكأننا به وهو يصيخ السمع للاصوات الروحانية الساحرة المنطلقة من ثنايا الغيب وهو في حالة انجذاب كياني كلي وهيام روحي تام مغرورق العينين بدموع فرحة توقع البشائر المنتظرة سابحا في بحار لا سواحل لها في اعماق الروح ولاغرو في ذلك اليس هو الذي هضم كل ما حصل عليه من مفاهيم افكار ابن عربي ومفردات لسان الطير لفريد الدين العطار مستلهما مافي كتاب (الغنية) من انوار للكيلاني المتصوف والشطحات المدمرة للحلاج المتمرد الذي اعدم بقرار الجنيدالبغدادي المعروف بمفتي الثقلين..كان عبدالوهاب انسانا عاطفيا رقيق القلب بحيث كان مشروعا للبكاء في اية لحظة التقيته اخر مرة على مدرج ساحة مدينة الحلة الفيحاء في مربد عام 1989 ليروي لي بعض ذكرياته عن شاعر كوردي شهيرمن كوردستان سوريا وهو الشاعر الكوردي الماركسي الكبير سلطان شيخموس المعروف ب( جكر خوين) اي (ذو الكبد الدامي) الذي هو من الكورد الذين اعتبرهم اخوالي (والكلام لا زال للبياتي) والذي اردف البياتي قائلا: في منتصف خمسينيات القرن الماضي كنت تعودت على زيارة الشام في العطلة الصيفية وفي احدى الزيارات تعرفت على الشاعر جكر خوين فوجدته انسانا تقدميا رائعا وشاعرا ثوريا مبدعا وصاحب قضية عادلة فانسته روحي وبعد مكوثي في سوريا لاكثر من شهر عزمت العودة الى بغداد وعند علمه بذلك طلب الي (جكر خوين) اعطاني رسالة وطلب مني ايصالها في طريقي الى صديقنا الشاعر الكوردي الاستاذ عبدالله كوران في السليمانية لصعوبة وصولها اليه عن طريق البريد السوري فوافقت وعندما وصلت الى بغداد ابردتها الى السليمانية، ويبدو ان الرسالة كانت مكتوبة باللغة الكوردية لكن بحروف لاتينية مما سبب ريبة وسوء فهم لدى الرقابة البريدية فاتصلت بالامن السعيدي واخبرته بان الرسالة مكتوبة بلغة غير مفهومة وربما معادية لنظام الحكم القائم لاسيما وان عبداللة كوران شيوعي وان الشخص المرسل غير معروف لديهم فاعتقل كوران بالسليمانية وعندما حففوا معه قال للجهة الامنية ان الرسالة عادية جدا وليس فيها اي مضمون سياسي وانها وصلته عن طريق صديقه الشاعر عبدالوهاب البياتي وهو شاعر معروف ويسكن بغداد فا عتقل البياتي في بغداد هو الاخر لعدة ايام ولماعرضت الرسالة على شخص يعرف الكتابة باللغة اللاتينية تبين بان الرسالة عادية جدا وليس فيها مايخيف السلطات طلق سراحهما ويضحك البياتي قائلا:رسالة صباح وسلام وسؤال عادية عن الاحوال اقلقت جسما امنيا كبيرا بكامل اجهزته.

نتاج ادبي

وعندما سألته عن اخر نتاجاته الادبية قال انه ديوان (بستان عائشة) وفيه عصارة افكاره ثم تحدث عن نهر الخابور..الذي يرد اسمه بالديوان بانه احد مصادر انبعاث الحياة في منطقة مابين النهرين ..وعندما زرنا البحرين عام2010 انا والناقد الكبير فاضل ثامر في وفد ادبي لحضور مؤتمر الادباء العرب المنعقد في عاصمتها بالمنامة التقينا بالشاعر الكبير الاستاذ حميد سعيد وسألناه عن البياتي شاعرا وانسانا وعن صحة الاشاعات التي يطلقها بمناسبة وغير مناسبة عنه احد الشعراء العراقيين ز فقال الشاعر الكبير بكل موضوعية ان البياتي شاعر كبير ولاغبار عليه في ذلك ومايشاع عنه لا صحة له وانه مجرد حسد عيشة لا اكثر.


مشاهدات 816
الكاتب حسين الجاف
أضيف 2023/08/11 - 11:31 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 9:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 370 الشهر 7938 الكلي 9370010
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير