الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دستورنا الخالد في قلوبنا

بواسطة azzaman

دستورنا الخالد في قلوبنا

 

عبدالرزّاق الربيعي

 

عندما دخل لاعبو مباراة محلية أقيمت ضمن منافسات الدوري العراقي، عصر أمس الجمعة ملعب الشعب الدولي ببغداد، حمل كلّ لاعب معه المصحف، وقبل بدء المباراة قاموا برفع المصاحف، ليقابل الجمهور هذه الوقفة المشرفة برفع مصاحف حملها معه أيضا، ولافتة كتبوا عليهاالقرآن الكريم دستورنا الخالد والدفاع عنه واجب شرعي على كلّ المسلمين.

هذا المشهد المؤثّر هو واحد من مشاهد كثيرة رصدتها وسائل الإعلام، جاءت وفق قانون فيزيائي للعالم إسحاق نيوتن، كان آخر قوانين الحركة التي اكتشفها، يتمثّل في أن لكل فعل ردّ فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه، ولا توجد قوى في الكون بشكل منفرد، ومعزول، هذا التساوي في المقدار لا يجعلهما (الفعل ورد الفعل) يلغيان بعضهما البعض، لكونهما يعملان على أجسام مختلفة، فالذي يعوم في الماء يدفع الماء للخلف، وبالمقابل يندفع للأمام، غير أن وقائع الحياة تؤكّد أن ردود الأفعال ليست دائما تتساوى مع الأفعال في المقدار، فقد تكون أقوى بآلاف المرّات، حسب نوع الفعل، وأبسط مثال هو ما نراه اليوم من ردود أفعال قوية ومعاكسة، فكلّها تشجب وتندّد وتستنكر حرق المصحف الشريف، أول أيّام الأضحى أمام مسجد استوكهولم، الذي قام به واحد من (شذّاذ الآفاق)، وشذّ، في اللغة، أي انفرد عن الجمهور، وما أكثر الأفاقين العائشين بالتحايل، ومنهم هذا (الشاذ) الجوّاب، لا بمعنى: كثير الأسفار، بل الضارب في الأرض المتكسّب المتشرّد الذي لا ينتسب إلى وطن، كما جاء في قاموس لسان العرب.

منظمات عالمية

هذه الاستنكارات التي تدين الفعل غير الأخلاقي، الشنيع، جاءت من دول ومنظّمات عالمية، ومؤسسات مجتمع مدني دولية، وشخصيات سياسية، ورؤساء دول، فالرئيس الروسي بوتين صرّحإن روسيا تكنّ احتراما شديدا للقرآن وعدم احترامه يُعدّ جريمة في روسيا خلافا لبعض الدول الأخرى،  وبذلك يجعله خارج حرية الفكر، ويقول الرئيس التركي أردوغانسنعلّم رموز الغطرسة الغربية أن إهانة المسلمين ليست حرية فكر”? ورأت المراجع الدينيّة في هذا الفعل خطرا على التقارب بين الأديان، فالمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف دعت في رسالة بعثتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة إلى تثبيت قيم التعايش السلمي بين أتباع مختلف الأديان والمناهج الفكرية، وحتى الأديان والطوائف استنكرته، فكنيسة المشرق الآشورية أدانت حرق القرآن مؤكدة أنه لا يعكس موقف المسيحية، ويقول رئيس طائفة الصابئة المندائيين ستار جبار حلوالسماح لهذه الأعمال المشينة بحجة حرية التعبير اتجاه يخالف الاتجاه العالمي الساعي إلى تقارب الأديان وتفاهمها واحترام مقدساتها. وإزاء هذه الاحتجاجات، وجدت السويد نفسها في موقف حرج، فعبّرت الخارجية السويدية عن أسفها لما حدث، حسب تصريح أحمد الصحاف المتحدّث باسم الخارجية العراقية، مؤكّدة أنّها بدأت إجراء تحقيق بشأن الانتهاكات المشتبه بها وفق قانون جرائم الكراهية السويدي، حتّى على المستوى الشعبوي، فقد انطلقت احتجاجات عفويّة، عبّرت عن استنكارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكّدة أن التجاوز على المصحف الشريف هو تجاوز على مشاعر ملياري مسلم في أنحاء العالم، فهو (دستورنا الخالد) المكتوب على سطور قلوبنا المحفوظ بعناية الله تعالى الذي قال فيه ( إنا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون).

 

 


مشاهدات 596
أضيف 2023/07/07 - 9:40 PM
آخر تحديث 2024/07/16 - 2:05 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 275 الشهر 7843 الكلي 9369915
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير