قراءة في وللقلق نكهة للدكتور حيدر نزار السيد سلمان
إيناس عبد الهادي الربيعي
قد يتبادر للقارئ للوهلة الاولى أن الكتاب تمثيل لسلوك معرفي يمثل أنعكاسا للقلق الاجتماعي أحد أكثر الاضرابات الوجودية في عصرنا الراهن ، و المؤثر على الحياة الخاصة للفرد في مجتمع بات مليئا بالحواجز ، التي تمثل عائقاً رئيسياً في ظل وجود العديد من القيود والمخاوف المتعلقة بمحاور عدة ، قد تجعل التفاعل مع المحيط أمراً ليس باليسير ، فتحدي تلك الافكار يمكن أن يسهم في سد فجوة الفعالية ، بين التداخلات الموجهة من قبل المجتمع والموجهة ذاتياً ، على الرغم من أن الفكرة الاولى التي تتكون لديك عند قراءة العنوان تمنحك إنعكاساً مغايراً لمحتوى الكتاب ، إلا أنه العامل الرئيسي الذي يشدك للتنقل بين صفحاته لتلاحق أنعكاس المفردات التي ناقشها المؤلف على صفحات كتابه ، و التي نجد أنها مقياساً للمقارنة بين أحداث لامست وجدان المؤلف ، لتكون أسترداد للعناصر المحيطة به ، والتي صبها في شكل مقالات منفردة يعبر كل منها عن حالة خاصة تناولها المؤلف ، و هو ما يظهر مستويات عالية من التحدي ، لذلك القلق بأحداث قد يتبادر للقارئ أنها إفتراضية ، إلا أن المترجم لها يجدها أختيار دقيق بنهج يشير إلى أن أختيار الموضوعات كان فعالاً في فتح باب النقاش لأحداث لامست وجدان المؤلف ، لتنعكس على يراعه كلمات مثلت الفرضية الأساسية في إيجابية الشعور و التناغم مع الواقع المحيط ، وهو أمر ليس بالمستغرب في واقع يفرض أحداث تحرك وجدان من يعاصرها و تدفعه حثيثاً ، للبحث عن حلول ومعالجات بشتى الطرق ، وأن كانت عبر تحريك العقول للبحث عن أجوبة ، لمجموعة التساؤلات التي أوجدها العصر الحديث و الأحداث المتسارعة و المتغيرة في كل حين ، في محاولة لإيجاد الحلول للأرواح القلقة في عصرنا هذا ، و أن كانت تلك التساؤلات لا تمثل كل المطروح إلا أننا نجد أنها قد تمثل الرئيسي و المهم منها .