خبير لـ (الزمان): الإدعاءات الدولية بإستخدام الفسفور الأبيض تفتقر للمصداقية
الصليب الأحمر يتحدث عن مصرع 70 بالمئة من الموصليين في حرب الشوارع
بغداد - محمد الصالحي
شكك خبير عسكري بصحة المعلومات الواردة في تقرير منظمة حقوق الانسان الدولية (هيومن رايتس ووتش) بشأن استحدام قوات التحالف الدولي اسلحة فسفورية في العراق وسوريا ، مؤكدا انها لم تعتمد على معاير المعاينة الميدانية كما جرت العادة، فيما اكدت المنظمة استخدام التحالف الدولي الفسفور الابيض في العراق وسوريا، في وقت اعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن نحـــو 70 بالمئة من الضحايا المدنيين في العراق وسوريا خلال السنوات الثلاث الأخيرة قضوا نتيجة العمليات العسكرية في المدن والقرى. وقال الخبير العسكري عماد علو لـ ( الزمان) أمس ان ( تقارير المنظمة لا تعتمد على ادلة توثيقية من خلال ارسال خبراء عسكريين لمعاينة المواقع مطلقا بل على شهادات اغلبها مغلوطة بدوافع تناصب العداء للقوات المسلحة بهدف التغطية على انتصاراتها ). واضاف ان (طائرات التحالف الدولي استخدمت قبل اربعة ايام قنابل دخانية ذات دخان ابيض كثيف للتغطية على القوات الامنية المتقدمة صوب اهدافها وتعطيل سلاح القنص لدى داعش من خلال الدخان وللتغطية على عمليات اجلاء كبيرة للسكان الهاربين من داعش ). ولفت علو الى ( اصدار قيادة العمليات المشتركة بيانًا واضحًا بشأن الحادثة فندت من خلاله مزاعم داعش ووكالة انبائها المسماة اعماق التي نشرت فديو لبث دعاية ان القوات المسلحة تستخدم الاسلحة الكيماوية). وتابع ان ( اثبات استخدام السلاح الكيماوي بحاجة الى فرق مختصة لمعاينة الموقع على غرار ماجرى في سوريا قبل اشهر عدة حيث تم اثبات استخدام الاسلحة الكيماوية ). وخلص علو الى القول ان (الحكومة تحرص بشكل دقيق للغاية على ارواح المدنيين وقد اعطت تعليمات مشددة من اجل الحفاظ على الابرياء وعدم تعريضهم لاي خطر). وكانت قيادة العمليات المشتركة قد نفت قبل عشرة ايام استخدام القوات العراقية الفسفور في معارك الساحل الأيمن من الموصل، مشيرة الى تنفيذ التحالف الدولي ضربات دخانية لإيجاد غطاء يحجب رؤية قناصي داعش. في المقابل، قالت هيومن رايتس ووتش في بيان امس ان (استخدام الفوسفور الأبيض بالضربات المدفعية من جانب التحالف بقيادة الولايات المتحدة يثير أسئلة خطيرة بشأن حماية المدنيين)، مطالبة بـ(عدم استخدام هذه الذخيرة المتعددة الاستعمالات كسلاح حارق لمهاجمة أشخاص أو معدات في مناطق مأهولة، حتى لو كان الهجوم أرضيا). ونقل البيان عن مدير قسم الأسلحة في المنظمة ستيف غوس قوله (لا يهم كيفية استخدام الفوسفور الأبيض، فإنه يشكل خطر ضرر مرعباً وطويل الأمد في المدن المأهولة مثل الرقة والموصل، أو أي منطقة أخرى مكتظة بالسكان)، داعيا قوات التحالف الى (اتخاذ كل التدابير الممكنة لتقليل الضرر على المدنيين عند استخدام الفوسفور الأبيض في العراق وسوريا)..ولفت غوس الى( امكانية استخدام الفوسفور الأبيض في ساحة المعركة لأهداف عدة ، كستار دخاني ولإرسال إشارات ووضع علامات وكسلاح حارق)، مؤكدا ان(القوات الأمريكية استخدمت الفوسفور الأبيض في الموصل، وفي الرقة معقل داعش بسوريا، لكن سبب استخدام قوات التحالف غير واضح).ولم تتمكن هيومن رايتس ووتش من التأكد باستقلالية ما إذا كان استخدام مثل هذه الذخائر قد أدى إلى إصابات بين المدنيين، لكن أحد سكان الرقة الذي يعيش في بيروت اكد لجريدة نيويورك تايمز الامريكية (استهداف أحد مقاهي الإنترنت في الرقة مؤخرا بالفوسفور الأبيض، ما أدى إلى مقتل 20 شخصا). من جهتها أعلنت اللجنة الدولي للصليب الأحمر أن نحو 70 بالمئة من الضحايا المدنيين الذي قضوا في العراق وسوريا خلال السنوات الثلاث الأخيرة لقوا حتفهم نتيجة العمليات العسكرية في المدن والقرى. وقالت في تقرير نشرته امس تحت عنوان (لقد شاهدت كيف تموت مدينتي)، انه (عندما تنفذ العمليات العسكرية الهجومية في المدن يزداد عدد الضحايا بين المدنيين بمقدار 5 أضعاف بالمقارنة مع القتال خارجها). مشيرة أيضا إلى أن (ما يقرب من نصف الضحايا المدنيين خلال العمليات العسكرية في جميع أنحاء العالم من 2010 إلى2015 وقع في سوريا والعراق واليمن).وعلق رئيس دائرة الصليب الأحمر الدولي لشؤون العمليات في الشرق الأوسط روبرت مارديني بالقول إن (هذه النسب والأرقام المريعة توضح كم بات القتال مميتا في المدن). ويبدو واضحا أن الاستنتاجات المستقاة من التقرير تثير قلقا كبيرا وخاصة على خلفية التحضير للهجوم على الرقة ولأن القتال الدائر في الموصل ضد داعش بات يشتد أكثر، كل ذلك يزيد من معاناة سكان المدن ولم يعد العنف يرحم أحدا.وتابع مارديني أن(الأجيال اللاحقة ستشعر بعواقب ما يجري الآن، فهناك خطر حقيقي من أن المدن التي تشهد القتال حاليا ستتحول لاحقا إلى بؤر لنشر العنف في المستقبل)، لافتًا الى أن (الحرب في البيئة الحضرية لها هذه العواقب المدمرة بسبب الطريقة التي تدار بها. فالأطراف المتحاربة لا تحرص على التمييز بين الأهداف العسكرية والبنية التحتية المدنية، وأحيانا تفعل أسوأ من ذلك، إذ تستهدف البنى التحتية أو تتستر بها)، مشددًا على حتمية ان تدرك الأطراف المتحاربة (الحجم الكامل لعواقب العمليات القتالية بالنسبة للسكان الذين سيرزحون لاحقا تحت إدارة الطرف المنتصر). في غضون ذلك، قال محققون في جرائم حرب تابعون للأمم المتحد امس إن (الضربات الجوية المكثفة التي يشنها التحالف دعما لمعركة الرقة تسبب خسائر مذهلة في أرواح المدنيين).وبدأت قوات سوريا الديمقراطية المكونة من فصائل الكردية وعربية مسلحة يساندها التحالف الدولي مهاجمة الرقة قبل أسبوع بهدف استعادتها من داعش.وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق لمجلس حقوق الإنسان إن (الاتفاقات العشرة بين الحكومة السورية والجماعات المسلحة لإجلاء المقاتلين والمدنيين من مناطق محاصرة بما في ذلك شرق حلب تصل في بعض الحالات إلى جرائم حرب لأن المدنيين ليس أمامهم خيار).