نحو الأقبال على القرآن
حسين الصدر
-1-
قال تعالى :
" ما فرَّطنا في الكتاب مِنْ شيءٍ "
الانعام /38
من الحقائق التي لا يرقى اليها الشك ان القرآن هو كتاب الله الى البشرية جمعاء ، حيث لا يختص بأمة معينة ، ولا بمرحلة زمنية معينة ، ولا ببقعة جغرافية محددة .
انه كتاب السماء الى الارض والى كل مَنْ عليها الى يوم الدين .
-2-
ومن هنا تضمنت آيات الله البيّنات الحلول الكفيلة بحل مشكلات الناس وأزماتهم وانقاذهم من كل الوان الجهل والخرافة والضيق والتوجه بهم نحو مرافئ العزة والكرامة والسلامة والسعادة .
-3-
ولقد روي عن الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) –وهو ربيب القرآن قوله :
" ما من شيءٍ الاّ وعلمُه في القرآن ولكنّ عقول الرجال تقصرُ عنه "
فالقصور في معرفة القرآن لا في القرآن الذي لايأيته الباطل من بين يديه ومن خلفه .
-4-
وقد ترجم الشاعر قول الامام (ع) بقوله :
جميعُ العِلمِ في القرآن لكنْ
تقاصَر عنه أفهام الرجالِ
-5-
جاء في الفرآن الكريم
( وأرسلنا الرياح لواقح )
الحجر /22
وهي اشارة الى دور الرياح في تلقيح النباتات وهو مالم يكتشفه العلم الحديث الاّ في القرون الأخيرة حيث قال ( اجنيري ) استاذ اللغة العربية في جامعة اكسفورد - :
( ان أصحاب الإبل قد عرفوا ان الريح تلقح الاشجار والثمار قبل أنْ يتوصل العلم في أوربا الى ذلك بعده قرون )
راجع الفتاوى الواضحة
للمرجع الاسلامي الكبير الامام الشهيد
السيد محمد باقر الصدر ص 89
ط مركز الابحاث والدراسات التخصصية للشهيد الصدر
-6-
وقد استطاعت دوائر الامبريالية والاستكبار العالمي بما وضعته من مناهج دراسية وخطط خبيثة ماكرة أنْ تصد أبناء القرآن العظيم عن كتابهم الذي رسم لهم مناهج التقدم على كل الصعد والمستويات، فجعلوا القرآن على الرفوف، ولم يعملوا بأحكامه، ولم يتخلقوا بأخلاقه وآدابه، فابتدأت امواج الفتن والاعاصير تفتك بهم أشد الفتك، ولم يستطيعوا أنْ يذوقوا طعم الطمأنينة والسلام .
-7-
ومما قاله كاتب السطور مخاطبا الرسول الاعظم (ص) :
يا رسول الله يا مَنْ
جئتَ للعالم رَحْمَهْ
أمةٌ رَبَّيْتَها أنتَ
فكانت خيرَ أُمّهْ
ضيّعتْ قرآنَها
فاجتاحها ظُلّمٌ وظُلمَهْ
-8-
من الضعة والهوان ان يعلو صوت المثليين في ديار أبناء القرآن
ولقد سمعت مْن يقول :
ولماذا التعرض للمثليين ؟
ان المسألة أصبحت مألوفة في الأوساط العالمية ..
وهكذا يقع البعيدون عن القرآن من أبنائه في أوحال الضياع والانحدار الى الحضيض بينما هم ( الأعلون) لو تمسكوا باهداب كتابهم العظيم
الا هل بلغات ؟
اللهم اشهد .