حبات المطر
فراس الحمداني
ذات ليلة
وتحديدا على بعد هنينة من وقت السحر
كنت وحدي ساهرا" ارقب حبات المطر
تتساقط ..
تنهمر ..
تعزف طبلا" عندما تلتقي اوراق الشجر
فترائى لي خيال في الدجى
شيئا" فشيئا" يقترب
شيئا" فشيئا" يتضح
ما الامر ؟
هذا السؤال الذي
للوهلة الاولى ببالي جال ..
حتى اجاب بفعله وما اطال
تسلل الشاب الى البيت المجاور لدار جاري صاعداً فوق الجدار
وظن انه انتصر ..
مشيت نحوه صائحا" قف يا غلام ..
ما انت فاعله حرام
لاتسرق الدار التي
الجار فيها مستتر
فأجابني ..
ياعم والله انا ما جئت اسرق عن سفاهة او بطر
ياعم ان هذي الدار فيها
اعظم سراق البشر
فيها فتاة فتت قلبي رويداً
سرقته
سرقت كل كياني
سرقت حتى النظر
فلم اجد بدا" عن استعادة القلب الذي
من عشق سارقه انفطر
فرتبت كتف الفتى .. قلت له :
بني خذها واستمع مني النصيحة
بني مثلك لا يرتضي قط الفضيحة
ان تنتشر بين البشر .. وتصير هي اقسى خبر ..
بني امشي دربك المحفوف ما طال السفر
ولا تفكر وهلة ..
لأجل مختصر الحياة.. تقفز كي تعبر نهر
ابحث عن الجسر الذي يأتيك بالخبر الأسر
ليجيئ بك مع اهلك
نحو باب اهلها ..
فتصير انت الشمس في وضح النهار
وتصير هي لك القمر ..