ملك البديهة والإسترخاء
فائز جواد
عندما نتحدث عن البديهية والتلقائية بفن التمثيل والالقاء وعندما نتحدث عن فن الكوميديا في العراق وعندما نريدالتحدث عن اهم واشهر الاعمل لابد ان نستذكر المسلسل الكوميدي (تحت موس الحلاق) كونه يمثل انعطافة مهمة في تاريخ الحركة الفنية العراقية لانه زرع لونا جديدا من الوان هذه الفنون فقد صنع ظاهرة اسمها عبوسي وحجي راضي فنقل المسلسل الصورة الجميلة البغدادية بشكل كوميدي فاصبح المسلسل منجز فني كبير فمازال النقاد يشيدون له بالنجاح الكبير بتلك الفترة التي تفتقر للدعم المادي والمعنوي ويتذكر الذين عايشوا تلك الحقبة من الزمن كيف تخلو شوارع بغداد من الناس عندما تعرض حلقة من حلقات المسلسل وكيف كانت الجماهير تحتشد حول ابطال مسلسل تحت موس الحلاق وكيف الحجي راضي لايستطيع التجوال في الشوارع لوحده وذلك لشهرته التي وازت شهرة المصريين المعروفين ، فسليم البصري واحد من العظام لايمكن ان تغادره الذاكرة العراقيين فهو ممثل تلقائي صاحب مدرسة لاتتكرر ولايعرف التكلف والتصنع انه ممثل عفوي جدا فكان كل دور يجسده يمتزج ويتفاعل معه ليبقى تحت موس الحلاق الذي كتبه للتلفزيون عام 1961 ليخرجه عمانوئيل رسام ليعالج بوقته جوانب من محو الامية ، ليبقى البصري المولود بمحلة الهيتاويين عام 1926 ولم يحمل من البصرة غير لقبه وطيبته ليلتحق باول فرقة مسرحية للتمثيل عام 1942كان مقرها قرب ساحة الرصافي حاليا ثم شارك بعدة اعمال مسرحية ثم قدم مسرحيته في ساحة التدريب ودخل كلية الاداب والعلوم الانسانية قسم اللغة العربية جامعة بغداد 1950 ثم اصبح رئيس المسرح الجامعي في كلية الاداب بجامعة بغداد ليقدم باكورة اعماله المسرحية والتلفزيونية كتابة وتمثيلا وقدم عدة اعمالا سينمائية مهمه ليستقطب الناس بتلقائيته العجيبة وعزفه المتقن على اوتار المحبة التي يعشقها الجميع فتجاوز كل الممثلين بتمثيله فعرف كيف يمتلئ بالقصص والحكايات المؤثرة فينثرها محبة واقناعا ليستحق لقب فنان الشعب بجدارة .وفي اواخر حياته انزوى البصري بمنزله لتوافيه المنية عام 1997 ببغداد ووفاءا وتخليدا لمسيرته بادر النحات فاضل امسير لاقامة نصبا تذكاريا في ساحة القشلة.