شخصيات عرفتها.. شبّر مؤسس الدعوة في كركوك و مهندس الفكر التنظيمي
صلاح عبد الرزاق
السيد حسن شبر شيخ الدعاة وأحد القادة المؤسسين لحزب الدعوة الإسلامية، وآخر من تبقى من ذلك الجيل الذي جمع ثلة من العلماء والفقهاء والمثقفين الواعين. عرف السيد شبر بنشاطه الدؤوب في العمل والحركة ، واتساع نشاطاته. فهو قيادي حزبي وكاتب سياسي ومؤرخ ضليع وباحث مهتم بشؤون العقيدة وله علاقات واسعة مع المراجع الكبار والعلماء المعروفين والشخصيات السياسية التي تكن له كل الاحترام والتقدير.
الولادة والسيرة
ولد حسن شبر إبراهيم ابن محمد شبر من أسرة علوية يمتد نسبها الى الامام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام)، ولد في محلة العمارة في مدينة النجف الاشرف عام 1348 هـ الموافق 1929م.
سكنت أسرة شبر العراق قبل ثمانية قرون ، وهي من أقدم الأسر العلوية في العراق . وكانت في الماضي تقيم في الحلة ومنها تفرعت وانتشرت، ولا يزال فرع منها فيها. كان والده أحد علماء النجف وكان وكيلاً للمرجع السيد أبو الحسن الأصفهاني في مدينة خانقين. وعندما يسافر يستدعي ولده السيد حسن للقيام بإمامة الصلاة والاجابة على استفسارات الناس وإدارة شؤونهم الدينية والاجتماعية.
دخل السيد حسن شبر الكتاتيب عام 1935 لتعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم ، ثم دخل مدرسة منتدى النشر الابتدائية عام 1942 التابعة لجمعية منتدى النشر التي أسسها المجتهد المربي الشيخ محمد رضا المظفر ( 1904- 1964) عام 1935 . بعد إكماله المدرسة المتوسطة دخل كلية منتدى النشر ثم كلية الحقوق في جامعة بغداد عام 1961 وتخرج منها عام 1965 . وعمل بالمحاماة في بغداد لفترة ثم عاد إلى النجف. وكانت رغبته أن يكون مهندساً متدرجاً في الدراسات الحكومية ، لكن والده السيد إبراهيم شبر كان يرغب أن يدرس في الحوزة العلمية. فاستجاب لطلب والده ودخل الحوزة العلمية في النجف وكان عمره أربعة عشر عاماً لمدة سبعة عشر عاماً ، ثم قرر خلع العمامة ودخول كلية الحقوق عام 1961 ليتخرج محامياً.
أصدر شبر (مجلة البذرة) مع صادق القاموسي ومحمود المظفر. وهي مجلة تعنى بشؤون الطلبة ، وكانت تنافس زميلاتها النجفيات مثل (الدليل) و(البيان) و (الغري) و (الفضيلة) و (العقيلة) و (الهادي). وكانت هذه المجلة تثير عليهم الأوساط الحوزوية وغيرها.
نشاطه السياسي
بدأ شبر والسيد عبد الصاحب دخيل وصادق القاموسي وثلاثتهم من منتسبي منتدى النشر، وقرروا تأسيس حزب عام 1952 وسموه (الحزب الجعفري). وكانت اجتماعاتهم تعقد إما في المدرسة أو في بيت أحدهم. وكانوا يكتبون منشوراتهم باليد، ثم يعطونها إلى من يثقون به وبسريته. بعد أن جدوا أن كثيراً من النشاطات والتظاهرات تقودها أحزاب غير إسلامية. وقد انضم لهذا الحزب عدد من الشباب المؤمن الواعي لكنهم وجدوا معارضة كبيرة من الحوزة التقليدية الذين يرفضون أي إصلاح أو تحرك سياسي.
جاءت حرب السويس 1956 بين مصر وإسرائيل وبريطانيا وتأجيج الحماس الثوري وبث الأناشيد ذات النبرة الإسلامية وشعار (الله أكبر) لتثير المشاعر الإسلامية في نفوس الشباب العراقي. وسارت تظاهرات مؤيدة لمصر.
كانت إرهاصات تأسيس حزب إسلامي عريق تتبلور تدريجياً في خضم تلك التحولات والأحداث السياسية في المنطقة. وكان البحث عن تنظيم إسلامي قد أخذ طريقه الى الظهور على يد أولئك الشباب الذين كانت لديهم محاولات سياسية سابقة منذ بداية الخمسينات وتمخضت اجتماعاتهم المتفاوتة في اعدادها وأوقاتها عن اجتماع عقد بالنجف في أيلول من عام 1957م. وكان السيد حسن شبر من الأعضاء الفاعلين والحاضرين فيه، ثم تلاه اجتماع كربلاء في 12/10/1957م الموافق 17 ربيع الأول عام 1377 هـ، في بيت المرجع الكبير اية الله العظمى السيد محسن الحكيم، وكان هذا هو الاجتماع التأسيسي للحزب والذي أدّى فيه الأعضاء القسم، غير أن حسن شبر لم يكن حاضراً فيه إذ كان حينئذ مسافراً في عمل كلفه به والده. وقد عدّ من المؤسسين نظراً لمواكبته وتحريكه للاجتماعات التمهيدية كلها تقريباً.
كان عمر السيد شبر حين ساهم في تأسيس حزب الدعوة الإسلامية عام 1957? ثمانية وعشرين عاماً، وهو ثاني شخصية من حيث العمر في المؤسسين، وكان من الشخصيات الفاعلة والمؤثرة في مسيرة الحزب منذ انطلاقته، وفي المراحل اللاحقة التي مرّ بها في العراق وإيران وحتى بعد سقوط النظام عام 2003م.
وحضر مؤتمرات الحزب كلها منذ أول مؤتمر الى آخر مؤتمر. ويُعد السيد شبر بمثابة الصندوق الأسود الذي تحفظ فيه أسرار الدعوة والتنظيم والمشاكل والاجتماعات والانشقاقات. كما أنه يحتفظ بذاكرة قوية وحادة.
وكانت له مهمة في انشاء، مكتبات المرجع الكبير الفقيد السيد الحكيم طيب الله ثراه في العراق، كما ساهم في الترتيب لمجيء المرجع الكبير الفقيد السيد الحكيم طيب الله ثراه الى بغداد إبّان مواجهة البعثيين عام 1969م.
مارس شبر المهام القيادية في الحزب منذ السنين الأولى لتأسيسه وحتى 2017م، وتسنم أعلى المناصب في الحزب، وهو هيأة الانضباط الحزبي لمدة طويلة هو ومحمد صالح الاديب. كان أول من أسس الحزب في مدينة كركوك، وكان مشرفاً ورابطاً لها ولمدينة الكوت.
كان السيد شبر يتنقل اثناء المهجر في دول العالم ليلتقي الدعاة ويبلغهم توجهات الدعوة، فقد زار كلاً من الارجنتين وسنغافورة، وماليزيا والهند وباكستان والامارات وتركيا واليونان وألمانيا والنمسا وفرنسا وبريطانيا وامريكا وكندا والدول العربية.
تعرض السيد شبر للاعتقال والتعذيب في قصر النهاية وكتب في ذلك كتابه (صفحات سوداء من بعث العراق)
غادر العراق عام 1979 متوجهاً إلى سوريا حيث التقى هناك بقيادات دعوتية ابرزها نوري المالكي. وكان حزب الدعوة قد عرض على السيد محمد باقر الحكيم التصدي للقضية العراقية ، وأن يتزعم الحركة الإسلامية في إيران. وقد سافر السيد الحكيم مع السيد شبر بسيارة الأخير من نوع نصر المصرية التي جاء بها من العراق. وذلك لأن الطيران مع إيران كان متوقفاً بسبب الحرب مع العراق. فكان شبر يقود السيارة مجتازاً الأراضي السورية ثم التركية حتى دخل الحدود الإيرانية.
بدأت علاقة السيد حسن شبر بالشهيد الصدر منذ عام 1945 عندما كان عمر الصدر لا يتجاوز 12 عاماً ، واستمرت العلاقة حتي شهادة الصدر عام 1980. وكان الصدر قد قدم إلى النجف رفقة أخيه السيد إسماعيل الصدر للدراسة في الحوزة العلمية.
تزوج السيد حسن شبر من كريمة آية الله السيد قاسم شبر الذي أعدمه صدام ، وكان عالماً جليلاً عمره ثمانين عاما، ويسكن مدينة النعمانية.
قدم شبر شهيدين في سبيل العقيدة والوطن ، وهما ولده الأكبر المهندس الشهيد رياض الذي اعتقله أزلام الأمن الصدامي في كركوك وتم التحقيق معه في دهاليز المعتقل وحسب التقارير المرفوعة ضده وتعرض لصنوف التعذيب حتى أعدمه نظام صدام عام 1979 .
والآخر المهندس الشهيد محمد الذي عرفته ، وكان صديقاً لي. وقد استشهد في جبهة القتال في الحرب العراقي- الإيرانية . وقد حضرت مراسم تشييعه ودفنه ، ورأيت السيد حسن رابط الجأش حزيناً ، لكن أم الشهيد كانت كالحمامة المذبوحة، تنوح وتصرح ، وتحاول القفز فوق التابوت المحمول على الأكتاف. كما حضرت مجلس الفاتحة الذي حضرته شخصيات سياسية وإسلامية وحكومية.
في طهران تولى السيد شبر مكتب العلاقات العامة الذي كان ينظم العلاقات بين حزب الدعوة والمؤسسات الحكومية والجهات السياسية في إيران. وفي أحد المرات راجعته بسبب انقضاء نفاذ جوازي العراقي نوع (م) لمرور ثمان سنوات عليه. فما كان منه إلا أن مدد الجواز لمدة سنتين أخريين.
علاقتي بالسيد شبر
أول لقاء لي بالسيد حسن شبر كان عام 1981 في إحدى دول المهجر عندما سعى لتقديم المساعدة لي لحل مشكلة السكن آنذاك. وبقيت اللقاءات تقتصر على اللقاءات الحزبية واللجان التنظيمية.
وفي الثمانينيات والتسعينيات اقتصرت اللقاءات على التواصل في مواسم الحج حيث التقيته عام 1997 وكان معي السيد نوري المالكي وشخصيات قيادية أخرى.
بعد سقوط النظام تولى السيد حسن شبر مسؤولية الاشراف على المقر العام لحزب الدعوة الإسلامية. وفي أول زيارة لي لبغداد بعد السقوط عام 2003 التقيته عدة مرات. وكان يكلفني ببعض المهام الحزبية ذات الجانب العلاقاتي.
في عام 2005 تم تكليفي والأخ نوري المالكي بكتابة النظام الداخلي لحزب الدعوة. فكنت أراجع السيد شبر للحصول على النظام الداخلي الأول الذي كتب عام 1981. كما كنت ألتقيه في احتفالات الحزب والمناسبات والمؤتمرات.
وكان شبر عضواً في قيادة الدعوة ومجلس شورى الدعوة . وكان معروفاً بصراحته وعدم مجاملته لأحد. وحدث أمامي أن انتقد بعض أعضاء القيادة بل وصل الأمر إلى رفع صوته ضد أحد المعممين الذي اتهم بالكذب والنفاق.
قصة الجارة الأمينة
حكى لي السيد هذه القصة وهي أنه كان يسكن في منزله القديم في الكاظمية الذي غادره إلى الخارج. وكان الأمن الصدامي قد صادر أمواله وبيته بعد مغادرته العراق عام 1979 . وحدثني أنه بعد عودته وعائلته إلى منزله جاءتهم جارتهم تحمل صرة فيها مصوغات ذهبية وتقول أنها تعود للسيدة أم رياض شبر. وقالت الجارة: بعد أن جاء عناصر الأمن لمصادرة الأثاث فأخرجوا المواد المنزلية إلى الشارع، فطلبت منهم المجمدة لحاجتها إليها، فأعطوها إياها. وجدت الجارة المواد المحفوظة كلها فاسدة فباشرت بتنظيفها وغسلها، فوجدت صرت المصوغات الذهبية، فعلمت أن جارتها أم رياض قد خبأتها في المجمدة خشية اللصوص. والرائع في الأمر أن الجارة احتفظت بالصرة طوال 24 عاماً، ولم تتصرف بقطعة منها رغم ما مر به العراقيون من شظف العيش والحاجة خاصة في فترة التسعينيات. فكان هذه الجارة نعم الإخلاص والأمانة.
قصة زوجة الشهيد عبد الصاحب دخيل
كنت أزوره بين حين وآخر نتجاذب أطراف الحديث عن قضايا الساحة والدعوة. وكان يحدثني عن كثير من الأمور والشخصيات والشهداء. ففي 22 تشرين الثاني 2015 حدثني السيد حسن شبر عن شكوى تقدمت بها زوجة الشهيد السيد عبد الصاحب دخيل الذي كان من مؤسسي الحزب وأحد قياداته حتى إعدامه عام 1971 من قبل أزلام ناظم كزار مدير الأمن العامة حيث تم رميه في حوض التيزاب. وكان السيد دخيل مديناً لأحد الشخصيات الإسلامية المعروفة بمبلغ (1700) ديناً. والدين كان للصرف على الأمور الحزبية وليست الشخصية أو العائلية. وبعد استشهاده أرسلت تلك الشخصية أحدهم يطالب زوجة الشهيد بالمبلغ فقالت له أن وضعها المعيشي صار بائساً جداً بعد شهادة زوجها. فأصرت الشخصية على استيفاء المبلغ وإلا سيقيم دعوى عليها ويبيع البيع المتواضع الذي يسكنونه في مدينة الحرية ببغداد. عندها علم شبر بالموضوع فأسرع إلى أخوة الشهيد واقترح عليهم جمع المبلغ ودفعه للدائن، فرفضوا قائلين: والله أهون علينا أن يقوم ذلك السيد بإخراج عائلة الشهيد وإلقائهم في الشارع كي نفضحه أمام الخلق، من أن نجمع له المبلغ، لأن الدين كان في سبيل العمل الإسلامي ، وكان الشهيد يخدمهم . فاقترح شبر جمع المبلغ من تجار السوق في النجف، فرفضوا قائلين له: لو فعلت ذلك لقلنا أن المبلغ ليس لنا ولا للشهيد. فامتنع السيد من هذه الخطوة.
بعد ذلك قام السيد شبر بإرسال رسالة إلى الشيخ محمد مهدي الآصفي الذي كان يقيم في الكويت آنذاك. وبالفعل أرسل الشيخ المبلغ لي لإيفاء دين الشهيد. وتم سحب الدعوى القضائية ضد عائلة الشهيد دخيل. وبذلك تمكن من حل أزمة شديدة مرت بها عائلة الشهيد عبد الصاحب دخيل.
في شؤون الدعوة
في أحد اللقاءات حدثني عن بدايات العمل في حزب الدعوة الإسلامية وعن القادة المؤسسين. وكنت قد بدأت بكتابة كتاب عن حزب الدعوة الإسلامية فسألته عن أسماء من حضروا الاجتماع التأسيسي ، وقلت أنك في كتابك تذكر أنهم ستة وهم:
1-السيد محمد باقر الصدر
2-السيد مرتضى العسكري
3-السيد مهدي الحكيم
4-عبد الصاحب دخيل
5-محمد صالح الأديب
6- صادق القاموسي
وأن بعض الباحثين أضاف إليهم أربعة آخرين مثل السيد محمد باقر الحكيم والسيد طالب الرفاعي والسيد حسن شبر والدكتور جابر عطا واعتبروهم مؤسسين وإن لم يحضروا مؤتمر كربلاء، فما رأيك؟
السيد شبر: سأحدثك بالتفصيل لقد كنت أكبرهم سناً. في كربلاء لم يكن اجتماعاً تأسيسياً بل كان اجتماعاً لأداء القسم.
بالنسبة للسيد باقر الحكيم لم يكن آنذاك بهذا الجو، كان صغير السن بحضور أخيه السيد مهدي الحكيم. أما السيد طالب الرفاعي وجابر عطا لم يكونا حاضرين. كان جابر عطا عام 1955 وكان جيران السيد عبد الصاحب دخيل في النجف الاشرف ، وكان لم يزل طالباً في كلية الطب بجامعة بغداد. وكان يأتي لأهله في العطل . وطلب مني السيد دخل تدريس عطا الفقه ، وبالفعل تطور ونما ثم صار بالدعوة.
أما بالنسبة لي فقد كلفني والدي بالحضور مكانه في إمامة الصلاة في خانقين لأنه كان يعتزم السفر. ولذلك لم أكن حاضراً في أداء القسم لأنني مسافر. ولكني كنت من المؤسسين بحضوري بدايات مناقشات تأسيس الحزب.
وفي جانب آخر أكد السيد شبر خلو حزب الدعوة من ظاهرة القرابات. فلم يتم صعود أي عضو بسبب أنه قريب من القيادي الفلاني أو ابنه أو صهره مثل بقية الأحزاب السياسية. كما بقي الحزب بعيداً عن ظاهرة الزعيم الأوحد والمقدس الذي يهيمن على الحزب . بل كانت القيادة الجماعية هي الأساس منذ تأسيس الحزب عام 1957.
في عقد الستينيات كان الحزب بقيادة شخصيتين هما المهندس محمد هادي السبيتي الذي كان مسؤولاً عن الفكر التنظيمي للحزب ، وكان يكتب نشرات سرية توزع على أعضاء الحزب. والأخر هو السيد عبد الصاحب دخيل الذي كان يشرف على العمل التنظيمي في كل المحافظات وتنظيم الجامعات والطلاب.
سألت السيد شبر: وأنت أين كنت آنذاك؟ فأجاب: كنت في القيادة ، وفي بغداد . وكنت مسؤولاً عن تنظيم كلية الحقوق. وأصبحت رابطاً تنظيمياً مع لجنة الكوت، وكركوك. لم يكن آنذاك تقسيماً فاصلاً في العمل بل الجميع يعمل للدعوة قد استطاعته.
وحول مؤتمرات الدعوة الستة عشر التي عقدت خلال الأربعين عاما الماضية، سألته عن أول مؤتمر لحزب الدعوة فقال:
عقد أول مؤتمر عام للدعوة في سنة 1980 في إيران. وفيه حدث انشقاق داخل حزب الدعوة الذي قاده المرحوم عثمان عبد الزهرة أبو ياسين ومع التحق به من دعاة البصرة.
وسألته عن أول نظام داخلي للدعوة الذي كتب عام 1980 وهل لديه نسخة منه؟ فقال: يجب أن أبحث عنه بين أوراقي.
وحول مصادر ثقافة الدعوة سألته: هناك أربع مصادر هي الفكر العام والفكر التنظيمي والفكر السياسي والفكر الايماني لكنك لم تذكر أي مصدر لها أو نشرة داخلية؟
فقال: عندما أصدر الشهيد الصدر كتابيه (فلسفتنا) و (اقتصادنا) فكنا ندرّسهما للدعاة في التنظيم. بعد ذلك صار الشهيد الصدر يكتب النشرات الحزبية التي توزع بسرعة ويجري تدريسها من قبل المشرف على الحلقة.
وأضفت: هناك كتاب مطبوع بعنوان (ثقافة الدعوة الإسلامية) وهو من جزأين طبعته حركة الدعوة الإسلامية في الثمانينيات، ثم قام حزب الدعوة السلامية (المقر العام) كتاب (الثقافة السياسية).
وحول مفهوم المرحلية في الحزب قلت: لا أعتقد أن مفهوم المرحلية مقبول حالياً لأسباب منها انتهاء وقته ومرحلته فأيدني السيد شبر بذلك. والثاني أنها تتضمن إقصاءً للآخر، حيث يقول الشهيد الصدر (حول مرحلة تسلم الحزب للحكم) ما يلي: إذا تمكن الحزب عن طريق الأمة تسلم الحكم انقلابياً ودفعة واحدة ، دون القبول بالمشاركة بالحكم مع أية فئة). فهل كان الحزب يفكر بهذه الطريقة آنذاك؟ مع العلم أن هذا غير مقبول لا سياسياً ولا واقعياً. وأن الدعوة لم تدعو للانفراد بالحكم طوال الأربعين عاماً الماضية. ففي (بيان التفاهم) عام 1980 و (برنامجنا) عام 1992 كان الحزب يدعو للمشاركة وبناء نظام سياسي تعددي ديمقراطي. كما شارك الحزب في مؤتمرات المعارضة العراقية واتفق مع بقية الأحزاب السياسية على تأسيس نظام ديمقراطي، وليس نظام آحادي يقوده حزب الدعوة.
فقال السيد شبر: إذا تشاركنا مع الآخرين فهذا ليس حكم الدعوة. فلو دخلنا كفريق ضمن خمس فرقاء مثلاً، فهذا ليس حكم الدعوة.
فعلقت: طالما أن المرحلية انتهت فلن أكتب عنها .
وحول (الأسس الفقهية التي يعتمدها حزب الدعوة الإسلامية في عمله) التي أصدرها الشهيد الصدر عام 1961 ، سألت السيد شبر: أنت تذكر آن هناك (13) أساساً لكنني لم أجد سوى تسعة. وآنت أضفت أربعة أخرى لم يكتبها الصدر ، لكنها نشرات داخلية صدرت فيما بعد.
أجاب السيد شبر: هذه العناوين الأربعة ربما كانت مكتوبة لكنها لم تنشر مع بقية الأسس. وأضاف: كانت لدي عدة نشرات قديمة جداً ، وعندي (120) ملفاً ضخماً تخص حزب الدعوة ، ولدي (250) كاسيت. وقد أودعتها في أرشيف حزب الدعوة في المقر العام ليتم تصويرها وتبويبها حسب المواضيع والتاريخ.
لقد أوصيت أن تؤول مكتبتي الخاصة إلى مكتبة أمير المؤمنين (ع) في العتبة العلوية.
وفاته
توفي السيد حسن شبر يوم السبت 1 ربيع الثاني 1443 هـ الموافق 6 تشرين الثاني 2021 في إحدى المستشفيات في طهران. وجلب جثمانه إلى النجف الأشرف حيث تمت الصلاة على الجنازة وتشييعه بحضور قيادات في حزب الدعوة وشخصيات سياسية وعلمائية. ونعته شخصيات ومؤسسات داخل العراق وخارجه.
مؤلفاته
- صفحات سوداء من بعث العراق
- العمل الحزبي في العراق مجلدان
- الهجرة واللجوء
- شذرات سياسية من حياة الائمة عليهم السلام
- خلفاء بني العباس والمغول أسقطوا بغداد
- أساليب الطغاة في تعذيب الدعاة
- حزب الدعوة الإسلامية سبع مجلدات
- تاريخ العراق السياسي المعاصر