الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الزهد في المال هو العملة النادرة

بواسطة azzaman

الزهد في المال هو العملة النادرة

حسين الصدر

 

 

-1-

اذا كان العزوف عن القراءة والمطالعة قد أصبح ظاهرة مألوفة –للاسف الشديد- فانّ هناك من العلماء من كان يوصي بالاكثار من مطالعة التواريخ معللأ ذلك بانها تلقح عقلا جديداً .

-2-

نعم اوصى بذلك ابو حيان الاندلسي الذي كان من مشاهير العلماء وكان شيخ النحاة بالديار المصرية توفي في القاهرة سنة 745هـ

-3-

وقد جاء في سيرته :

انه كان من الزهاد في المال

وقد عبّر عن زهده ذاك بقوله :

وزهّدني في جمعي المال أنه

اذا ما انتهى عند الفتى فارق العُمرا

فلا رُوحَهُ يوما أراحَ مِنَ العنا

ولم يكتسب حمداً ولم يدّخر اَ?جْرَا

لقد علل ركونه الى الزهد بالمال انه رآى الكادحين من اجل تجميع الثروة يُتعبون انفسهم باللهاث وراء المال ، وهم يحرصون على تكديسه ، وتكديس المال دون انفاقه في مضامير البر والاحسان يجعل صاحبه مفلساً من ثناء الناس من جهة ، كما أنه يحرمُ  نفسه من المثوبات العظيمة التي أعدها الله للمنفقين في وجوه البر والاحسان

ويكفينا في هذا الباب قوله تعالى :

( مَثَلُ الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حَبَةٍ انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء )

البقرة 261

ومكدسوا الاموال يتركون أمالهم للحادث والوارث، وقد يدخل بأموالهم بعض الورثة جناتِ الله العريضة ، أما هم فانهم يعيشون في الدنيا كالفقراء ويحاسبون على اموالهم في الاخرة أشد الوان الحساب، فلن تنفعهم يومئذ الحسرة والندامة، ولا يستطيعون النجاة من التدحرج الى الجحيم

وتلك أسوأ العواقب .

نسأله تعالى أنْ يوفقنا وايّاكم للانفاق –وِفَقَ الوُسْعِ والطاقة – في مضامير البر والاحسان والنفع العام واغاثة المهوفين والمكروبين من ذوي الفاقة والحرمان .

انه سميع مجيب .

 

Husseinalsadr2011@yahoo.com


مشاهدات 834
أضيف 2022/12/16 - 11:23 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 5:37 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 351 الشهر 11475 الكلي 9362012
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير