الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
برميل نفط مقابل برميل ماء

بواسطة azzaman

برميل نفط مقابل برميل ماء

صلاح الربيعي

هو عنوان في طياته الكثير من المخاوف التي أخذت طريقها لمعظم بلدان العالم حول أزمة خطيرة في شح  المياه أو ماتسمى بحرب المياه والتي تنذر بالمجاعة بعد أن عجزت بعض البلدان عن اتخاذ التدابير العلمية والفنية والميدانية لمعالجة تلك الأزمة والحد من مخاطرها التي تهدد حياة الإنسان وكذلك الثروة الحيوانية في الغذاء والمشرب وفي هذا الجانب نستذكر الحكم الملكي الذي كان جادا وفاعلا بإنشاء بعض السدود على الأنهار الرئيسة والفرعية خدمت  العراق سنوات طويلة والتي اقترب عمرها الافتراضي على الانتهاء وهذا سيشكل خطرا جسيما على مستقبل العراق وحياة شعبه وأمنه الغذائي سيما وانه يحمل اسم بلاد الرافدين وهنا يتوجب على الحكومة العراقية الحالية النظر بعين الاعتبار الى موضوع المياه وكيفية ضمان حصة العراق بتلك النعمة العظيمة وذلك من خلال تفعيل الاتفاقيات الدولية مع دول الجوار التي تكون مصدرا ومنبعا ورافدا للمياه التي تصل الى العراق وتزود نهري دجلة والفرات بالمياه بشكل دائم وفي وقت سابق قام وفد حكومي يرأسه  الكاظمي المنتهية ولايته بزيارة الى تركيا وفي حينها ترشحت أخبار وتصريحات عراقية بأنه سيتم تفعيل ملف المياه بين الجانبين العراقي والتركي وان الأيام القادمة ستشهد تطورا في موضوع الحصة المائية للعراق الا شيئا من هذا لن يحصل وتأزمت قضية المياه في العراق ووصل الحال الى شح المياه في نهري دجلة والفرات ولم يحصل العراق على حصته الكاملة من تركيا او إيران وسوريا والأسباب اوعزها المختصون في الجانب التركي  الى عدم الفائدة من إطلاق المياه للعراق كون تلك المياه تذهب الى البحر دون فائدة بسبب عدم وجود سدود للمياه او خزانات عملاقة تحتفظ بالمياه لمواسم قادمة ومن هنا تبدأ مسؤولية حكومة السيد محمد شياع السوداني باتخاذ قرارات تاريخية جادة عاجلة لإنقاذ العراق من مخاطر شح المياه وما نتج عنه من جفاف وتصحر في معظم الأراضي التي كانت عامرة بالمزروعات والبساتين والمساحات الخضراء وذلك من خلال دعوة الشركات والخبراء والمختصين في بناء السدود والبحث بإيجاد الحلول السريعة لهذه المشكلة التي تهدد الأمن الغذائي في العراق وان ما يزيد القلق في هذا الأمر هو صدور تصريحات متكررة من قبل بعض المسئولين في دول الجوار بان برميل الماء سيكون مقابل برميل نفط وكأنها بالونات اختبار لمعرفة رد فعل الجانب العراقي وهذا غير مستبعد  وممكن ان يحصل في قضية المياه اذا لم تتخذ الحكومة العراقية التدابير السياسية والفنية والإدارية لضمان حصة العراق من المياه التي تأتي من تركيا وإيران ومن سوريا على مدار السنوات القادمة وفقا للاتفاقيات الدولية والعمل مع الجانب التركي حول إنشاء سدود جديدة في العراق على نهري دجلة والفرات وذلك للحفاظ على مناسيب المياه دون الوصول لمرحلة الخطر الذي يمكن ان يصيب العراق بالمجاعة وهذه مسئولية كبيرة ومهمة للغاية تتحملها الحكومة التي يمكن ان تستثمر فترة إدارتها للعراق في وقت ارتفعت فيه الموارد النفطية والوفرة المالية  قياسا للسنوات السابقة مع التحرك نحو مكافحة الفساد بقوة والحفاظ على المال العام من السرقة والهدر والتهريب وهذا سيدعم نجاح المشاريع الإستراتيجية التي تضمن الحياة الكريمة للعراقيين وتحافظ على أمنهم الغذائي على مدى السنوات الطويلة القادمة والجدير بالذكر ان إيران قد أقدمت خلال العقدين الماضيين على قطع وتحويل مسار مايقرب من 44 نهرا وقناة مائية وجدولا موسميا كانت كلها ترفد انهر العراق بحصص مهمة من المياه تصل الى نسبة 12 % من مجموع الحصة المائية التي تدخل الأراضي العراقية فيما تشكل نسبة  الـ  56 % إيرادات مائية من تركيا .


مشاهدات 885
أضيف 2022/12/16 - 11:15 PM
آخر تحديث 2024/11/22 - 7:30 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 192 الشهر 10572 الكلي 10053716
الوقت الآن
الإثنين 2024/11/25 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير