القمة العربية الصينية بداية تحوّل
محمد السامرائي
في حدث تأريخي تنعقد القمة العربية الصينية للتعاون والتنمية بنتيجة التغييرات والتحولات الكبيرة التي شهدتها الساحة الدولية سياسيا واقتصاديا وامنيا وبروز الصين كدولة عظمى وقوة اقتصادية عجزت كثير من اقتصاديات العالم على مواجهتها بعد ان اصبحت تمتد بشكل سريع افقيا باتجاه مختلف دول العالم حتى وصلت اليوم الى منطقة الشرق الاوسط التي ظلت طيلة عقود تحت الهيمنه الاقتصادية والسياسية والامنية الغربية ولعل حصة الولايات المتحدة الامريكية من تلك الهيمنة والسيطرة هي الاكبر غربيا.
أمر واقع
حتى اعتادت شعوب المنطقة عليها او ربما ارتضت بالامر الواقع بتلك الهيمنه او من باب ماتعرفه خير مما لاتعرفه فالامبراطورية الاقتصادية الصينية غريبة ومجهولة بالنسبة لدول المنطقة فالصين بلد ذو ثقافات مختلفة وغير متعارف عليها على اقل تقدير في المنطقة العربية لكن هذا البلد الكبير والذي اصبح يستحوذ على اغلب التجارة والصناعة الدولية اصبح التعامل معه ضرورة وامر حتمي.
ولابأس من نقطة بداية تجاربة وصناعية وامنية معه. ويجب ان لاننسى ان مصلحة الدول وشعوبها هي معيار العلاقات الدولية فاذا كانت مصلحة الدول العربيه في التعامل مع معسكر مجموعة منـــظمة شنغهاي التي تضم الصين كدولة عظمى وروسيا ودول المعسكر الاشتراكي يحــقق المصلحة الاقتصادية والامنية التي لم تجدها بالمستوى المطلوب مع المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكيه فلابأس من الحصول عــلى ميزات التعامل معهما دون الانغماس كليا مع احدهما .
ولتكن المصلحة الاقتصادية ورفاهية الشعوب وامنها هو معيار التعامل وبما يحفظ سيادة واستقلال وكرامة الدول العربية.
ماتم تداوله في هذه القمة من مواضيع وقضايا يشير الى ان التفاهمات والاتفاقات قد تتجاوز الجوانب الاقتصادية باتجاه القضايا المتعلقة بالامن القومي العربي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واستقرار دول الخليج وكذلك استقرار واعادة بناء العراق وهنا مانأمله من دولة رئيس الوزراء العراقي ان يطرح بقوة مسالة اعادة بناء وتطوير البلد من خلال الاستفادة من التفاهمات العربية الصينية وصولا الى ابرام اتفاقيات ثنائيه مع الصين بشكل مباشر او من خلال اتفاقيات متعددة الاطراف تحقق مصلحة الدولة العراقية خاصة ومصلحة الدول العربية بشكل عام. ان الدخول في اتفاقيات دولية اقتصادية قد يفتح الطريق لتفاهمات او اتفاقيات في مجالات اخرى تمثل استراتيجية جديدة في العلاقات العربية الدولية مع المحيط الاقليمي والدولي وستكون نقطة تحول كبرى في الاستراتيجية العربية للانفتاح نحو العالم كمجموعة عربية وبما يشكل قوة عربية لايستهان بها نحو تحقيق امن الدول العربية واستقرارها اقتصاديا وامنيا.