عام الكرة
سامر الياس سعيد
يوشك العام الحالي على الرحيل فلم يتبقى منه الاايام معدودات ليغادرنا وقد حمل بكل جدارة لقب عام الكرة التي اثبتت من خلال رؤية رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا من كون اللعبة قد اصبحت عالمية بدلالة تغيير اقطابها وحلول قوى كروية كانت مغمورة محل قوى كروية لها اسمها من خلال منافسات مونديال قطر الجارية مبارياته والواصلة لمرحلة توضح معالم المنتخبين اللذان سيتقابلان في النهائي الذي سترنو له الانظار كون نهائي المونديال وحده من سيصنع الحدث الابرز بعد ان توالت الاحداث الدرامية بخروج اقطاب كروية لها سمعتها مثلما حدث لاسبانيا وقبلها المانيا وبلجيكا حيث لم تعد الكرة تعترف بما قدمته تلك المنتخبات التي لم تحسن التعامل مع فرصتها لتتحول مشاركتها في المونديال القطري الى اصداء تنبيء بحدث خارق للطبيعة الكروية..
ومع ان العام الحالي قد حمل بجدارة لقب عام الكرة كون ايامه اختتمت على وقع المونديال فضلا عن تغيير ميزان القوى بحلول اقطاب كروية جديدة فان الاسئلة تتوالى بشان من سيحمل لقب الافضل مما حدث حيث تقودنا تلك الاسئلة الى ان المونديال الذي كان محط انظار الجميع حيث اقيم عام 1986 في المكسيك قد حمل لقب مونديال مارادونا اللاعب الارجنتيني الذي رحل قبل نحو عام ونيف عن دنيانا لكن اسمه ارتبط بذلك المونديال نظرا لما قدمه من لمسات فنية واستطاع رغم ان اللعبة جماعية من ان يحصد الالقاب الفردية التي جعلت منه اللاعب الاوحد كما تتماهى الذاكرة مع العقد الذي يوشك على فرط المجادلات التي كانت تثار بين لقب الافضل المتراوح بين اللاعب الارجنتيني ليونيل ميسي واللاعب البرتغالي رونالدو وكلاهما كان يتنافسان منذ نحو عقد على الاستئثار بلقب الافضل دون ان تسنح لاحدهما الفرصة من ان يسهم بتطريز اسمه مقرونا بانجاز مونديالي فعلى سبيل المثال اضاع ميسي في هذا المونديال ركلة جزاء ومن ثم ضج العالم بماساة خسارة منتخبه الاولى امام السعودية والتي سرعان ما تداركها ليسعى للذهاب ابعد مدى في خضم المنافسات الجارية اما رونالدو فمنسوب ادائه انخفض منذ ان غادر فريقه الريال نحو فريقه السابق مانشستر يونايتد لتتولى الاحداث الدرامية التي جعلت شهرته وسمعته الكروية تتذبذب خصوصا مشاحانته المستمرة سواء ضد مدرب الشياطين الحمر تين هاغ وتهديده بترك النادي بحثا عن نادي يخوض غمار منافسات دوري ابطال اوربا وتجدد مثل هذا الامر في معسكر المنتخب البرتغالي الذي لم يشوق جماهيره ومتابعيه بما حققه من نتائج وبروزه في دور الثمانية لكنه انشغل باخبار رونالدو الذي ترك معسكر المنتخب او رفضه التدريب مع زملائه وغيرها من الاخبار التي توقفت عندها وسائل الاعلام المتخصصة..
لقد ظلم عام الكرة لاعبين مهمين لم يكن لهم ذنب في ان يشاركوا مع منتخبات مغمورة وليس لها اي حظوظ في المنافسة وكان لنا ان نتصور لو ان اللاعب الاكوادوري فالنسيا قد لعب مع منتخبات اعلى شانا كيف سيكون له مونديال قطر تماما مثلما حدث مع اللاعب الارجنتيني ماردونا او غيره من اللاعبين ممن برزت لديهم ملكة الابداع لكنهم ظلموا مع اقرانهم من اللاعبين الذين لم يكونوا على مسؤولية المستوى البارز في خضم مباريات المونديال القطري كما من الملفت ان الاعوام لم تظهر تاثيرها في لاعبين اخرين فالفرنسي اوليفه جيرو حقق مبتغاه بالتسجيل في اكثر من مباراة مع منتخبه الفرنسي واستطاع تجاوز افضل لاعبي منتخب الديوك بتحقيق رقم قياسي فرنسي بالنسبة لعدد الاهداف المسجلة باسمه الا ان جيرو نفسه لم يكن ليلفت الانظار من خلال تمثيله لناديه خصوصا وانه انتقل مع بضعة اندية في مشواره الكروي وذات الحديث ينطبق على زميله بحراسة المرمى هوغو لوريس الذي لم يكن مستواه الذي قدمه مع منتخبه مماثلا مع ما يقدمه مع ناديه الانكليزي باستثناءات بسيطة للمستوى الذي يقدمه اللاعب المهاجم كيليان مبابي والذي ربما سيستاثر بقلب لاعب العام كونه من حافظ على مستواه واستطاع المضي بمنتخبه فرنسا لمديات ابعد من خلال ما قدمه من ادوار هجومية لافتة مستغلا غياب زميله كريم بن زيمة والذي فرط بموسم استثنائي مثلما حقق في العام الماضي مع ناديه الريال..