الله بالخير رياضة

عام المونديال وحلم الخليج

اكرام زين العابدين

ايام معدودة باتت تفصلنا عن نهاية عام 2022 سنتنا شهدت احداثاً وبطولات رياضية مثيرة واهمها كرة القدم التي شغلت الوسط الرياضي وكانت حديث الشارع.

دخلنا العام الحالي وكرتنا تعيش اوضاعاً ضبابية لانها لم تحقق النتائج التي ينتظرها الجماهير وان المباريات والاداء كان سلبياً في تصفيات كاس العالم 2022.

لكننا كنا بانتظار بصيص الأمل في الحصول على المعقد الثالث بمجموعتنا والمؤهل للملحق الاسيوي وبقيادة المدرب الصربي بيتروفيتش ، لكن التراجع استمر وتم اعفاء المدرب وملاكه المساعد قبل انتهاء التصفيات ، وتم اسناد المهمة الى المدرب عبد الغني شهد من اجل تحقيق المعجزة بالفوز على الامارات وسوريا وبانتظار معجزة اخرى وهي خسارة او تعادل الامارات مع كوريا الجنوبية ، وهذه المعادلة تعد صعبة ومعقدة . لكن الامل تحول الى سراب بعد فشل المنتخب في تحقيق الفوز بالمباراة الاخيرة على سوريا وغادر التصفيات الآسيوية السهلة والتي لا يمكن ان ننساها بسهولة، وفقدنا فرصة المشاركة بالعرس المونديالي في قطر .

 وكم كنت اتمنى ان يتواجد منتخب العراق وجماهيرها الوفيه في المونديال القطري الذي اختتم قبل اسبوع، من اجل ان ننقل رسالة ايجابية وبنكهة عراقية كما حملتها جماهير المنتخبات العربية الاربعة التي شاركت بالمونديال ، ولاسيما منتخب المغرب الذي كان متميزا بحضوره الجماهيري وبمفاجأته العديدة ، وبجودة اداء لاعبيه والذي ضرب كل التكهنات والتحليلات الفنية عرض الحائط ، واقصى مدربي المنتخبات التي فاز عليها من وظائفهم ، وجعلهم يندبون حظهم العاثر الذي اوقعهم مع اسود الاطلس الذين وصلوا للمربع الذهبي للمونديال وبجدارة ، علما انهم كانوا يستحقون التواجد بنهائي مونديال قطر لولا القرارات الغريبة من حكم اللقاء الذي لم يستخدم الفار بكل الحالات المثيرة للجدل .

قدمت قطر مونديالاً سيفخر به ويتذكره الجميع لانه احدث طفرة نوعية بكل شيء ، وهنا اخص بالذكر الاحصائيات الكثيرة التي كانت تقدم عن اللاعبين والمدربين والفرق ، وكذلك استخدام افضل التقنيات من اجل تقليل الاخطاء وايجاد العدالة لجميع الفرق.وفي الاشهر الاخيرة من العام الحالي تحولت احلامنا باستضافة كاس خليجي 25 الى حقيقة واقعة ، بعد ان قرر اتحاد كاس الخليج وبشكل نهائي اختيار البصرة لتنظيم النسخة الجديدة وبدأ بتحديد مواعيد ملزمة لتنفيذ اجندة البطولة التي ستنطلق في السادس من كانون الثاني المقبل على ملعب البصرة الدولي.

حاول البعض الذي يحمل افكاراً سوداوية عن العراق ان يراهن على عدم مصداقية اتحاد كاس الخليج في اتخاذ القرار الحاسم واسناد التنظيم للعراق نظراً للوعود السابقة التي اعطيت ولم ترى النور ، لكن الاتحاد الخليجي اثبت مصداقيته ولم يلتفت الى هذه الاصوات النشاز والتي كانت تصدر من هنا وهناك وكانت تطالب بابعاد العراق عن مهمة تنظم البطولة ، واثلج القرار الايجابي والنهائي بالذهاب الى البصرة صدور كل محبي الخير للعراق .

ان تنظيم بطولة خليجي 25 في البصرة ليست مباريات تقام بين الفرق والمنتخبات الثمانية المشاركة ، بل انها فرصة حقيقية من اجل لم شمل الاشقاء والاخوان العرب الذي ابتعدوا عن العراق خلال السنوات الماضية وجاء الوقت للعودة من جديد للبصرة وبغداد والموصل والعمارة واربيل والرمادي وكل مدن العراق التي تعشق العرب وتتمنى ان يتواصلوا معهم .

ان تنظيم كاس الخليج فرصة لاثبات قدرة العراق على استضافة المباريات الرسمية وكذلك رسالة مهمة للفيفا بان زمن حصار الكرة العراقية انتهى والى غير رجعة .

مهمتنا التي بدأت ليست سهلة وتحتاج الى تعاون الجميع من اجل اظهار البطولة بالشكل المتميز ، واثبتت جولة افتتاح ملعب الميناء اننا لم نصل الى مرحلة الكمال لان الوقت بدأ يداهمنا ومازال امامنا الكثير ، لذلك اتمنى من كل العراقيين ان يقدموا يد العون للبصرة التي هي واجهة العراق الجديد ، وانا على يقين اننا سننجح في امتحان خليجي 25.