ايها القانونيين الثوار انتم السبب

وليد عبدالحسين جبر

ربما يكون رأينا صادما بعض الشيء و قد يولد ردود هجومية علينا ولكن هذه هي الحقيقة المرة التي ينبغي البوح بها .

انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي العراقية اليوم بخبر ادانة الناشط " حيدر الزيدي " نتيجة اساءته الصادرة عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد " الحشد الشعبي " و رغم ان القرار لا زال قابلا للطعن و قابلا للتغيير ، راح البعض يهاجم القضاء و يستصحب قضايا اخرى و يقارن قضية المدان حيدر مع غيرها ، غير ان مقارناتهم هذه يقينا لن تجدي نفعا مع قرار قضائي صدر في قضية جزائية قدمها مشتكي و اثبتها بأدلة معتبرة قانونا ، عن نفسي لا احمل احد ما آل اليه مصير الناشط " حيدر " او امثاله سوى لكثير من رجال القانون الذين انخرطوا في مجموعات المتظاهرين و الناشطين و مواقع التواصل الاجتماعي و لم يمارسوا دورهم القانوني في توعية الشباب و الشابات الذين لا معرفة لهم بأحكام القوانين و يشرحوا لهم الاحكام القانونية الماسة بحياتهم و خطورة بعض الافعال و ضرورة استعمال لغة الرمز و المجاز التي تفيدهم حينما يتهموا امام القضاء و تشكك المحكمة بالأدلة ضدهم وبالتالي يفسر الشك لصالحهم قانونا و يمكن اطلاق سراحهم لعدم كفاية الادلة اما ان يقدم متهم نتيجة شكوى الافراد او الجهات تاركا وراءه ادلة دامغة و واضحة فماذا امام القضاء سوى الحكم يا رجال القانون !!

نعم يا من تعتبرون انفسكم رجال قانون و اشتركتم مع الشباب البسطاء و مارستم نفس دورهم الثوري و ممارساتهم العفوية انتم السبب لأنكم لم تفيدوهم بما تعلمتموه في دراستكم للقانون و لم تخبروهم ان القانون النافذ مهما كان ظالمًا سيطبقه القضاء بحقكم مالم يلغى او يعدل ، وان اساءاتكم غير المسؤولة ستحولكم مدانين و تنالون عقابكم ، فرجل القانون اينما يحل ينبغي ان يبث حوله ثقافة القانون و يعقلن الحركة لا يدع تيارها يسير نحو الهاوية ثم يكتفي بمنشورات مطالبة بالحرية لمدان عليه كافة الادلة التي تكون سببا للحكم عليه !

اخيرا و ليس اخرا انكم بحاجة الى دورات قانونية في الدستور و قانون العقوبات ايها الناشطين حتى وان طالبتموا بإلغائها او تعديلها فكيف يتسنى لكم ذلك و انتم لم تطلعوا على خفاياها و خباياها و نواقصها و مثالبها .. الله يكون بعون اهلك اخ حيدر و بالخصوص امك التي سوف لن ترى عينها المنام و ابيك الذي سيعوج ظهره اكثر و اخوتك الذين سينالهم ذل المراجعات و الاجراءات ماذا لو كتبت رأيك بلغة اخرى تقيك الادانة !!

{ محام