الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لماذا المغرب العربي يبتعد عن العراق ؟

بواسطة azzaman

لماذا المغرب العربي يبتعد عن العراق ؟

نعيم عبد مهلهل

 

من يقرأ طبوغرافيا المكان المغربي وبنيته السكانية والتاريخية والجغرافية سيكتشف أن العروبة التي اتت مع جيوش الفتح العربي الى بلاد المغرب والاندلس من الجزيرة العربية والشام واليمن والعراق  وحين ضاعت دولة الاندلس عادوا مع اخر ملوك الاندلس الملك عبد الله الصغير ليسكن اغلبهم في الشمال المغربي وبعض الامكنة يكاد ان يمثل هؤلاء نصف السكان والبقية هم من الاصول الامازيغية الموجودة في المكان منذ القدم البعيد .التي سكنت جبال الاطلس واوراس واطراف الصحراء الافريقية وتونس وغيرها من بلدان المغرب العربي التي تنحصر بين المغرب والجزائر وتونس وليبيا .

والمغرب العربي بشقيه العربي والامازيغي انشأ مع الجهات العربية الاخرى بدءا بمصر وانتهاء  ببغداد والرياض والقدس ودمشق وبقية بلدان الشرق العربي علائق تاريخية وثقافية نمت وتطورت كثيرا منذ ناقة ابن بطوطة التي جاء بها من طنجة ورحل فيها الى معظم البلدان العربية قارئا احوالها وناقلا لمظاهر الحياة واحوال الناس فيها ، وظلت تلك الرحلة شاهدا على مودة ما يمتلكه المغاربي العربي لأخيه العربي المشارقي . حتى صانع اسطورة الفتح العربي في الاندلس طارق بن زياد انهى حياته بشكل درامي على دكة في الجامع الاموي في دمشق .

معظم بلدان المغرب العربي كانت خاضعة للاستعمار الفرنسي وقليل منها للإسباني وليبيا وحدها خضعت للاستعمار الايطالي . ومتى نالت هذه الدول استقلالها فأنها سعت الى تطوير غلاقتها مع نصفها العربي الاخر وتمثل هذا في سعي ملك المغرب محمد الخامس والرئيس التونسي بورقيبة وملك ليبيا ، لكن علاقة العراق مع الجزائر هي الاقوى في تاريخية العلاقة المعاصرة عندما وقف الشعب العراقي مساندا لثورة الجزائر للتحرر من الاستعمار الفرنسي من خلال دعم ومناصرة والتبرع  لثورة التحرير الجزائرية التي كانت ممثلة بأحمد بن بيلا ورفاقه ، وصارت تسمية البنات المولدات حديثا بأسم جميلة جزء من تقليد للاسم المحبب لدى العراقيين وهي المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد . وحتى عندما دمر زلزال هائل مدينة اغادير المغربية في ستينات القرن الماضي  و زلزال مدمر وقع في 29 فبراير، 1960 على الساعة 23:40 مساء. وكان أكثر الزلازل فتكا وتدميرا في التاريخ المغربي بدرجة 5.7 على سلم ريختر من تسع مستويات، حيث قتل حوالي 15.000 شخص (حوالي ثلث سكان المدينة في ذلك الوقت) وجرح 12.000 آخرين. وترك مالا يقل عن  نصف مليون  أنسان  من دون مأوى وبلغت خسائره 290 مليون دولار.

فأن اغلب العراقيين الذين جاءت اليهم مواليدا من الاناث أسموهن اغادير تضامناً مع المدينة المغربية المنكوبة ،وتونس لم تنسى والى اليوم ان العراق كان يطبع منهاجها الدراسية للدراسة الابتدائية والثانوية ويهديها مجانا الى شعب تونس .

مناهج نصوص

فيما كانت قصيدة شاعرها الخالد ابي القاسم الشابي موضوعة ازلية وادبية في مناهج نصوص اللغة العربية في مدارس العراق . فيما كان السياب والجواهري ضيفين دائمين على مناهج النصوص المغاربية.

وكانت في العراق قرية المغاربة التي تقع في محافظة الكوت بقضاء النعمانية، تضم في بداية الثمانينات نحو 200 عائلة مغربية هاجرت اليها بموجب اتفاقية أبرمتها السلطات العراقية مع المغرب عام 1981. واستفاد كل واحد من المهاجرين المغاربة في إطار هذه الاتفاقية من تملك مسكن مساحته نحو 180  متراً مربعاً، مع حق استغلال أرض زراعية مساحتها 10 هكتارات.

هذه بعض صور العلاقة القديمة التي وهنت الآن كثيرا ، وبالرغم ان العراق لديه سفارات دوبلماسية ومدرسة عراقية في الرباط تم اغلاقها اخيرا من الجانب المغربي لكن فعالية التلاقي العروبي على مستوى الانشطة الثقافية والاقتصادية والرياضية يكاد يكون ضعيفا . فلم نشاهد الملموس في هذا الجانب حتى على صعيد السياحة حيث تتشدد بعض الدول في منح التأشيرة للعراقيين ،وربما اصبحت اكثر سهولة في الحصول عليها من تنوس ولكنها في باقي البلدان تبدو صعبة وشروطها قاسية تقريبا .

وبالرغم من هذا فأن السياسيين المغاربة في مؤتمرات القمة وازاء العلاقة مع العراق تراهم يبتسمون ويبشرون بخير ، وحتى الحكومة العراقية لا تعمل جيدا في هذا الجانب ولاتسعى لتكون جادة في تطوير علاقتنا مع بلدان المغرب العربي وخصوصا وزارتي الخارجية والتجارة .

لكن العراقي الذي يزور اي بلد من بلدان المغرب العربي ستغمره مشاعره غريبة من الود والمحــــــــبة اتجاه العراق واهله وسيعرفون ان الكثير من العوائل المغاربية وخصوصا في المغرب لديها اصول العـــــــراقية ومنهم من اصبح وزيرا كإدريس البصري .

واتذكر اني في الطريق بين مطار محمد الخامس والدار البيضاء اخبرني السائق بأن ابيه لديه اصدقاء عراقيين شاركوه في حرب حزيران في جبهة الجولان عام 1973 وانه شخصيا يسمع ناظم الغزالي كثيرا ويحب لعب لاعب كرة القدم الراحل  احمد راضي . الذي شارك في البطولة العربية لكرة القدم في المغرب واحرز هدفا.

والمحصلة يا دولتنا العراقية ، شعوب منا وبينا وتعرفنا جيدا .ينبغي أن نمد معها اواصر المحبة والتعاون ، وإلا لماذا هـم ونحن نجلس تحت سقف بناية اســــــــمها جامعة الدول العربية.


 


مشاهدات 760
أضيف 2022/12/03 - 4:39 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 3:44 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 327 الشهر 7895 الكلي 9369967
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير