طهران تبدي الإرتياح بشأن تأمين الحدود ومنع تسلّل المعارضين الأكراد
العراق وإيران يشدّدان على تحسين العلاقة وديمومة الأمن المتبادل
طهران - رزاق نامقي
تباحث العراق وايران، بشأن محاربة الإرهاب وضمان الأمن المتبادل وتطوير العلاقات الاقتصادية كأولويات للبلدَين، خلال زيارة قام بها رئيس الحكومة محمد شياع السوداني الى طهران بعد تكرار القصف على مدن اقليم كردستان. وقال بيان تلقته (الزمان) امس ان (السوداني التقى الرئيس ابراهيم رئيسي فور وصوله العاصمة طهران ،حيث جرى التطرق الى ملفات التعاون في المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية والأمنية ومحاربة الجرائم المنظمة والمخدرات ضمن الاتفاقيات المشتركة بين البلدين)، واضاف ان (الجانبين تطرقا الى الملفات ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها ملف التنسيق الأمني، والتبادل التجاري والتعاون في مجال الطاقة والاستثمار وتنظيم السياحة والزيارات الدينية المتبادلة، فضلاً عن ملف المياه ومواجهة تحديات التغير المناخي وآثاره الاقتصادية). وقال السوداني خلال مؤتمر صحفي مشترك ان (بغداد مصمّمة على عدم السماح باستخدام الأراضي العراقية لتهديد أمن إيران)، مؤكدًا أن (الحكومة ملتزمة تطوير التعاون مع إيران في جميع المجالات)، معربا عن (امتنان العراق لإيران لدعمه في إمدادات الغاز والكهرباء، ولاسيما أن العراق يعتمد بشكل كبير على جارته في تأمين الغاز والكهرباء)،ولفت الى ان (الزيارات واللقاءات ضرورية للدفع بتفعيل الانشطة في جميع المجالات)، وتابع ان (الملف الاقتصادي يحظى أهمية كبيرة لدى الحكومة)، واستطرد بالقول (اتفقنا مع الرئيس الإيراني على تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة).
من جانبه ، عد رئيسي ( زيارة السوداني لطهران تشكّل نقطة تحول في العلاقات الثنائية ،وان المفاوضات بين البلدين ستشكل خطوة كبيرة نحو تحسين العلاقات). ووصل السوداني امس الى طهران في زيارة رسمية على رأس وفد يضم وزيري الخارجية فؤاد حسين والنفط حيان عبد الغني ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي ومدير مكتب رئيس الوزراء إحسان العوادي. ورحّبت طهران في وقت سابق، بقرار الحكومة العراقية إرسال قوات إلى المنطقة الحدودية مع إقليم كردستان ، حيث يتمركز معارضون أكراد إيرانيون.وتتهم الحكومة الإيرانيّة الفصائل الكردية المعارضة بتشجيع الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ 16 أيلول بعد وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني (22 عامًا) عندما أوقفتها الشرطة في طهران لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة.واستنكرت إيران بشكل خاص الهجمات التي تتهم مجموعات قادمة العراق بشنّها على أراضيها ،التي تنفي الأحزاب الإيرانية تورطها في الهجمات وتقول ان إيران تريد تصدير ازمتها الداخلية. وبحسب مصادر في الاطار التنسيقي ، فإن السوداني بحث مع طهران، وضع خطط أمنية مشتركة لضبط الحدود بين البلدين من جهة الاقليم لمنع استخدام الأراضي العراقية لأي تحرك يهدد الأمن القومي الإيراني، كما تناول هذا الملف رئيس الاقليم نيجرفان البارزاني خلال زيارته الى بغداد قبل يومين ،إذ ابدى مخاوفه من تفاقم الملف الأمني مع ايران. واكدت السلطات العسكرية في الإقليم أن (تعزيزات عسكرية منتشرة على الحدود مؤلفة من البيشمركة). بدوره ، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمره الأسبوعي (سمعنا أنباء عن قرار الحكومة العراقية لنشر قواتها على حدود الاقليم ،ونأمل أن يتم ذلك ونرحب به)، واستدرك (إذا كانت الحكومة العراقية بحاجة إلى مساعدة فنية في هذا الصدد، فنحن على استعداد لتقدم المساعدة لها).