كريم العين
شكر حاجم الصالحي
من قال لك يا صاحبي أن تقف على مساحة واحدة بين اثنين متخاصمين مختلفين, أولها صديق وثانيها عابر طريق, فليس من المروءة والموضوعية أن تصدر قرارك في خلافهما , قبل أن تستمع لوجهات نظرهما, أعني بذلك عليك التروي وبذل الجهد في ردم الفجوة بينهما, فالصلح سيد الاحكام كما يقول حكماء القوم, وما عادت الحياة تستمر لو تخندق المتخاصمون كل في موقعه والتشبث بوجهة نظره التي ربما تكون هي الاخرى خاضعة لحوار الاضداد وبالتالي فإن النقاش الهادئ سيقود بالضرورة الى ما يعيد مياه العلاقة الانسانية بينهما الى طبيعتها, وما عليك يا صاحبي الا ان لا تقول للأعور كريم العين ,ولا المرائي بغير ما يصنف به, وهناك العشرات من الحالات التي مرت بنا اختلط فيها الحابل بالنابل وتناسل المدعون ونسبوا لأنفسهم من الصفات ما ليس فيهم, ولي شخصياً تجربة قريبة أمضيتها مديراً لتحرير صحيفة الجنائن التي اصدرتها محافظة بابل عام2000م وتوقفت عن الصدور بعد احداث 2003م المعروفة ,ومازالت اعداد هذه الصحيفة تحت يدي اقلبها في بعض الاحيان فأجد فيها من الغرائب والعجائب التي يتدافع بعضهم في (زخ) كتاباتهم اليها لنشرها على صفحاتها الملونة ,ويشهد الله كم تحملت من جراء تأخير نشر بعض تلك (الكتابات) حتى بلغ الامر ببعض الكتبة من رفع شكاواهم الى مجلس ادارة الصحيفة بدعوى تأخير واهمال ما يتقيئون من معاد القول الذي تقرأ فيه الرياء المفضوح والتزلف الممقوت, وياما... وياما سمعت كلاماً جارحاً من اولئك الادعياء, رغم اني لست الوحيد الذي يقرر صلاحية المواد المقدمة للنشر, فقد كان معي زملاء اعزاء في رئاسة التحرير وسكرتاريتها, ولكنهم لايريدون أن يتقول عليهم الآخرون, وهذه ليست إساءة لزملائي ولكنه توصيف للحال, وكان الاحول أبن العلوية بحكم عنوانه في الصحيفة يتصدى (بوقاحته) وصراحته وماقال طيلة (140) عدد من الجنائن للأعور كريم العين, رغم سهام النقد الطائشة والافتراء الظالمة, وها أنا بعد عشرين عاماً من توقف الجنائن انظر الى تجربتي فيها بعين الرضا والاعتزاز , وما زالت اتمنى أن اقرأ قرينة لها في أيامنا هذه, وانا رغم اقترابي من الثمانين اعلى استعدادي للعمل في أي مشروع صحفي بمستوى رقي الجنائن وصحفييها البواسل, واعود بعد هذا (الشطط) الى فاتحة الكلام الذي قلته في البداية , ليتعرف كل واحد منا على امكاناته وطبيعة مواقفه وأن ينظر للجميع بعين المتسامح وان لايدعي بطولات كاذبة فأرشيف الجنائن تحت يدي, وأرجو ان لا يضطرني الادعياء الى عرض كتاباتهم الباهتة في تلك الايام الغابرة , وليتقوا الله في التأريخ الذي ما زالت حروفه توجز حياتنا بكثير من الحقائق الدامغة وليعرف كل منا حجمه ,وأن لاينسى ماضيه القريب واساليبه المتهالكة في نشر كتاباته الفجة تلك, والا فستكون صفحات الجنائن الشاهد على سلوكية بعضنا ونفاقه, ولا عاش بيننا من لا يميز بين الاعور وبين كريم العين.....