توقير الإساتذة وتكريمهم
حسين الصدر
-1-
من آداب الاسلام وأخلاقيته المتميزة توقير الاساتذة وتبجيلهم والتعامل معهم على أحسن الوجوه وأفضلها .
انّ حق الاستاذ على تلامذته يكشف عنه القول المأثور :
( من علّمني حرفاً صيّرني لهُ عبدا )
-2-
ولمّا أفضت الخلافة الى ( المكتفي بالله ) بَعَثَ اليه مُؤدِبُهُ (ابن ابي الدنيا) بِبَيْتيْن:
انّ حَقَّ التأديب حَقُ الأبوّه
عندَ أهلِ الحِجى وأهلِ المُروّه
وأحقُ الرجال أن يحفظوا ذاك
ويرعوهُ أهلُ بَيْتِ النبوه
فبعث اليه المكتفي عشرة آلاف درهم .
والسؤال الآن :
اذا بعث احد الاساتذة اليوم الى تلميذ من تلاميذه الذين تبوؤا السلطة رسالة مماثلة لرسالة ( ابن أبي الدنيا ) فماذا يكون الجواب ؟
أغلب الظن انه لن يتلقى رداً على رسالته ، تماماً كما هي رسائل المواطنين الى معظم السلطويين .
انّ هواتفهم مغلقة ومصير ما يُبعث اليهم من الرسائل سلةُ المهملات .
وهذا ما عمّق الهوّة بينهم وبين المواطنين .
-3-
ونسمع بين الحين والحين أخبارَ اعتداءٍ بعض التلاميذ على استاذتهم وقد يصل الاعتداء الى حدّ القتل، في مؤشر واضح الدلالة على انخفاض المنسوب الأخلاقي والانساني في (العراق الجديد) .
هذا مع أنَّ التركيز على حُرمة الدماء مبدأ قرآنيٌّ صريح .
قال تعالى :
(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا)
النساء / 93
ان قتل برئ واحد بمثابة قتل البشرية جمعاء
وصدق الشاعر حينما قال :
الذنب ذنبُ المسلمينَ لأنّهم
شيءٌ ودينُ اللهِ شيءٌ ثاني
انّ الدكتاتورية البائدة حكمت العراق بالحديد والنار واستهانت بالدم العراقي الى الحدّ الذي لا تُحصى معه المقابر الجماعية لضحاياها، وفيهم الأطفال والنساء فأشاعت روح الانتقام المبالغ فيه، وجرّأت النفوس الخبيثة للسير على نهجها في المحيط الاجتماعي فصرنا نشهد الفظائع من الجرائم حتى بحق رجال التربية والتعليم والاساتذة الجامعيين .
ولا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم .