حكمة كونفوشيوس تقول( أدرس الماضي، إذا كنت ترغب في التكهن بالمستقبل)، يمر العراق بمرحلة تاريخية حرجة وخطيرة فما نحن بحاجة إليه في وضعنا الراهن هو قادة يدركون خطورة المسار الخطير الذي نسير فيه الآن، فعلى القادة الذين يتخذون من الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قدوةً لهم وهو القائل( ما مُتعّ غني إلا بما جاع به فقير، وما رأيتُ نعمةً موفورةً إلا وإلى جانبها حقَ مضيع)، النظر للمجتمع العراقي الذي يعيش حالة من الطبقية وفوارقها ( طبقة الأغنياء والذين غناهم فاحش وطبقة الفقراء الذين يعيشون فقر مدقع وتحت مستوى خط الفقر)، والتي لم يشهد العراق لها مثيلاً منذُ زمن الاقطاع وهجرة أهل الريف للمدينة لأجل الحصول على لقمة العيش، أي أننا في حاله من عدم المساواة الاجتماعية( بؤر البؤس)، فالحكومة القادمة ورئيسها المكلف على إطلاع بأحوال الطبقات المعدمة بحكم عمله في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتي قادها بنجاح، عليه الالتفات لهذه الشريحة المهمة من المجتمع وبما ألزم نفسه به بأن الحكومة القادمة هي حكومة خدمات، والإفادة من تجارب الذين سبقوه في المنصب وتصحيح الأخطاء التي وقعوا فيها، فأول مهام الحكومة القادمة بناء المجتمع العادل الذي يكون من أول أهدافه المساواة والعدالة بين أفراد المجتمع وتوفير فرص العمل والعيش الكريم، وعلى السيد السوداني النظر إلى المستقبل وأن يتوقع بأنه ربما سيواجه من الكوارث السياسية الشي غير القليل، لأن عدم الاستقرار بات معياراً ثابتاً في عراقنا نظراً لدرجات الحرارة الملتهبة مناخياً وسياسياً، عليك يا دولة الرئيس في هذه المرحلة أن لا تُخضع الأمور إلى التخمين أو التردد أو التنبؤ والاحتمال، بل عليك الارتقاء بالأهداف السياسية والاجتماعية والنظر لأبناء الشعب بأبويه والعمل الجاد للقضاء على بؤر الفساد، عندها ستجد العراقيين معك من أجل الإصلاح لتحويل العراق إلى مكان وبلد آمن للديمقراطية والحرية والرفاهية والعيش الكريم للجميع بدون فوارق اجتماعية ، أننا نذكر عسى أن تنفع الذكرى يوم لا ينفع فيه منصب.