الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رحمةُ الله وسعت كل شيء

بواسطة azzaman

رحمةُ الله وسعت كل شيء

 

حسين الصدر

-1-

الحياة على سطح هذا الكوكب ما هي الا الشوط الأول وهو أقصرُ الشوطَيْن بالقياس الى الحياة الدائمة والعالم الذي يرحل اليه الانسان بعد أن يُغمض الحِمام جفنيه .

والغريب :

أنَّ اهتمامات معظم الناس تنصب على الشوط الأول فقط ناسين أو غافلين عن الشوط الدائم ..!!

ومن أهم ما يترتب على ذلك :

انهم يكدحون ويعملون بجد ونشاط من أجل أنْ يحوزوا على أكبر المُتع والمغانم في الشوط الأول مع ان كل الذي يحرزونه منها انما هو زائل وراحل معهم .

أما الباقيات الصالحات فليس لهم منها نصيب ملحوظ

وتلك هي الخسارة الفادحة لو كان يتأملون مواقفهم بعمق .

ومن هنا جاءت هذه التذكرة .

-2-

ولكثرة الانشغالات الدنيوية وما يُنتهك فيها من الحرمات

قال الحسن البصريالزاهد الواعظ الشهير :

( ليس العجب ممن هلك كيف هلك ،

وانما العجب ممن نجا كيف نجا)

-3-

ولم يكن الحسن البصري صائباً في ما قال حيث أنه جعل الأصل هلاك الانسان .

والاستثناء : نجاته من النار، بينما الصحيح هو العكس

قال الامام السجاد زين العابدين (ع) :

" ليس العجيب ممن نجا كيف نجا

" وأنما العجيب ممن هلك كيف هلك مع رحمة الله التي وسعت كل شيء".

-4-

انّ اليأس من روح الله لا محل له في قاموس المؤمنين ،

وانّ حسن الظن بالله ورحمته الواسعة هو صمام الأمان .

وهذا لا يعني ترك الحبل على الغارب وانما يعني إبقاء بوّابات الأمل بالعفو والرحمة الالهية مفتوحة دون إغلاق .

وحسبنا أنْ نقول كما علمّنا القرآن :

( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار )

 

 

 

 


مشاهدات 1004
أضيف 2022/11/22 - 5:09 PM
آخر تحديث 2024/11/22 - 5:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 166 الشهر 9290 الكلي 10052434
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير