الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
زيارتي السادسة للموصل المدينة تستقبل الرئيس عبد السلام  محمد عارف

بواسطة azzaman

زيارتي السادسة للموصل المدينة تستقبل الرئيس عبد السلام  محمد عارف

 الذكريات تستيقظ مع مطر يوم شتوي

عكاب سالم الطاهر

 

 ( 1 )

ست مرات  زرتُ  فيها الموصل. ثلاثة منها قبل الاحتلال. وثمة مفارقات تكتنف هذه الزيارات. اولها  كانت زيارة قسرية. اذ وصلتها معتقلاً سياسياً. واقمتُ في سجنها مدة زادت على السنة. كان ذلك عام 1965. حينها كان عمري 23 عاماً. واتذكر انني وصلتُها مع مجموعة من المعتقلين السياسيين. وكان الجو شتوياً ممطراً .  لاحظنا ، ونحن نتوجه من محطة القطار الى سجن المحجر ، ان شوارع المدينة مزدانة بالاعلام وبلافتات الترحيب. وعرفنا ، حينها، ان المدينة استقبلت وودعت الرئيس العراقي الراحل عبدالسلام محمد عارف. حللنا في موقف الدواسة ، كمحطة( ترانزيت)، قبل الاقامة الدائمة في سجن المحجر. ضم الموقف عددا من ابناء الموصل. وهناك عرفنا اكلة ( الحبية ) ، وريوگ اللبن المدخن.

الشاب الموصلي 

وكجزء من فعاليات ( تصريف الفراغ ) ، نظم الموقوفون لعبة (الدنبلة ) ،فيما كان الشاب الموصلي ، ينادي بالارقام التي تصلها يده ، بلهجة موصلية معروفة. كان الشاب ، واتذكر انه صغير السن ، قياساً بالاخرين بارعاً في تصريف أمور اللعبة . ينتزع الضحكة من افواه المعتقلين. فأخذ يضيف ، من عنده ، للارقام بما يعزز موقعها في ذهن السامع .

مرسوم ( ازغير )

فمثلا.. عندما وقع بيده رقم ( 11) قال المنادي الموصلي :  رقم ( 11) مرسوم ازغير ادارة عُرفيي!!. ولفظها باللهجة الموصلية المعروفة. ومبعث السخرية في كلام الشاب ، ان المادة ( 11) من مرسوم الادارة العرفية، عقوبتها الاعدام. فأية مادة صغيرة هذه ؟. وبعد سنة اعتقال نقلت من سجنها ، الى سجن بعقوبة المركزي. رغم الاعتقال ، أحببت الموصل واهلها. ففي مناسبات الاعياد ، تأتي شخصيات لمعايدتنا مع صواني الطعام والحلوى بما يخفف من تداعيات الاعتقال والابتعاد عن الاهل. معتقلون موصليون عديدون كنا معهم ، يتصدرهم السياسي الراحل موفق عسكر.

يتبع .

( 2 )

غادرت الموصل ، نهاية عام 1966 منقولاً الى سجن بعقوبة المركزي. وهو سجن حديث بني على الطريقة الأمريكية. وامضيتُ ما تبقى من محكوميتي. واطلق سراحي من دائرة الامن العامة في بغداد. ومرت على العراق احداث كبيرة. واكملتُ دراستي في كلية الهندسة بجامعة بغداد. كان ذلك عام 1970. وتعينتُ مهندساً في جريدة الثورة.

شهر العسل

وصيف عام 1972 قصدتُ الموصل لقضاء شهر العسل . واقمتُ في فندق المحطة. وساعدني الصحفي الموصلي الراحل عبد الوهاب النعيمي ، بان حجز لي في ذلك الفندق.  وعندما اغادر الفندق او اعود اليه ، اكون بمواجهة تمثال الموسيقار الراحل عثمان الموصلي . في زيارتي الاخيرة للموصل ، كنت راغباً بمشاهدة الفندق والتمثال. وعندما افصحت عن رغبتي هذه ، كان الجواب : بان الفندق دمر بالكامل . وان التمثال ازاله داعش. وموقع الفندق الان مكباً للنفايات. فصرفت النظر عن مشاهدة حطام الفندق.

مؤتمر جامعة الموصل

من المعالم المهمة في الموصل ، جامعتها. وتعتبر من اكبر المراكز العلمية والبحثية في العراق . وثاني اكبر جامعة فيه ، بعد جامعة بغداد. تأسست في الاول من نيسان عام 1967. وتضم الان حوالي سبعين الف طالب وطالبة. تعرضت منشآتها للتدمير من الارهاب الداعشي. وعام 1980  اقامت دار الكتب فيها مهرجاناً علميا وادبياً. وكان رئيس الجامعة في حينها ، الدكتور قبيس سعيد. وهو شخصية جامعية مرموقة. وشغل ايضا منصب رئيس جامعة تكريت . ووكيل وزارة التجارة. ودعيتُ للمهرجان بصفتي مديراً عاماً للدار الوطنية للنشر والتوزيع والاعلان. ومع الصحفي الصديق ، الدكتوراحمد عبد المجيد ، توجهت للموصل. واشتركنا في المهرجان. واقام لنا ، مدير دار الكتب في الجامعة ، دعوة غداء في بيته ، تصدرت مائدتَها الكبة الموصلية الشهيرة. وتستمر علاقة الاعجاب والاعتزاز بالموصل واهلها الكرام.

 

يتبع 3 ...


مشاهدات 1065
أضيف 2022/11/07 - 4:57 PM
آخر تحديث 2024/11/22 - 9:24 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 211 الشهر 9682 الكلي 10052826
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير