ديموقراطية الجوز والخبز اليابس
بسّام البزّاز
خبزٌ يابسٌ في فمٍ أدردبلا أسنانلا لبنيّة ولا ثابتة.ومتّى تنبتُ أسناننا؟ حين نعي ما يجريحين نفهمُ ما يخططون. خميرة الديمقراطية هي الشعبُ الواعي وأساسُها هي البرامجُ والمحاسبة.أهم شيء: المحاسبة.لأنّ الديموقراطيّة بكلمة واحدة هي حكم الشعب لنفسه عن طريق نوّابه وحسابه لهم عقابا أو ثوابا..أمّا ما يحدث هنا وهناك فهو حكم آخرين للشعب باسم الشعب. حكم الشعب على يد آخرين اختارهم وهو مغشوش بهم وطامع في سرابهم. ما يجري عندنا مهرجانمزاد علني يدخل فيه كلّ شيء إلّا الوضوح والبرامج.ضحك على الناس استغفال لهم.لعب على أوتار عواطفهم وغرائزهم الناس عندنا يختارون "العِرِف".يختارون السياسي ويزكونه لآنّه من الديرة أو العشيرةمن القومية أو الطائفة.فهم شرفاء وأمينون ونزيهون و"خوش ولد" ما داموا "عرف" (أحد الأخوان وصف أحد ساستنا بأنّ عائلته معروفة في منطقتهم!!!) المهم "عرف" شأن الانضباط العسكري الذي يترك الباص بركابه يمرّ من دون تفتيش لمجرّد أنّ أحد الركاب "عرف". لا يهمّ إن كان الباص ينقل سلاحا أو مخدرات أو إرهابيين..لا يهمّ إن كان المرشح لصا أو مشروع لص.المهم أنّه "عرف" ومن الطائفة ومن القوميّة. وهكذا يصعد المرشح.وهكذا تفوز الأحزاب.وهكذا تشكّل الحكومات.وهكذا يدار البلد ويحكم. عمليّة قوامها "العرف" والتعصب والإغراءات.
هل سمعتم عن انتخابات تقام فيها المهرجانات ويوزّع فيها الدجاج والهيل؟ هل سمعتم عن ولائم وعزائم وشراب وحلويات وأموال توزّع وبطانيّات وشاندويشات فلافل؟ حكم يؤسس على حاجة المواطن وعواطفه وعصبيته.أمّا البرامج .أمّا الخدمات.
أمّا التنافس من أجل البناء فلا يخطر ببال أحد.لا بال السياسي المتـــطلع ولا بال الناخب وسنظل هكذا كلّ ثلاث سنوات والرابعة الكبيسة..ديمـــوقراطية وخبز يابس. وجوز.