الإبتزاز عملية مرفوضة بكل المعايير
حسين الصدر
-1-
من مظاهر الفساد في العراق الجديد أنّك لا تستطيع أنْ تُنجز معاملاتِك في دوائر الدولة ومؤسساتها مالم تدفع ما يُفرض عليك من مبالغ يحددها المسؤولون عن انجاز المعاملة ..
وهذا أسوأ ما يكمن ان يصل اليه المواطن في العصر الراهن .
-2-
وقد لا تصدق إنْ قلت لك :
ان إحداهن قدّمت لأحد المراجعين ( ظَرفا ) وقالت له :
ضَعْ فيه ثلاثمائة ألف دينار ..!!
وعلى هذه فَقِسْ ما سواها ..!!
-3-
انّ الابتزاز عمل مُشين مدان بكل المعايير الدينية والأخلاقية والانسانية والاجتماعية والادارية والحضارية
ولكنه حين يصبح سائداً مشهوداً في الاجهزة والمؤسسات الرسيمة يصبح علاجه صعباً للغاية .
انهم يُطيحون عادة بصغار الموظفين النزيهين .. ويتركون الحيتان الكبرى تمارس عمليات ابتزازها وحيازتها اللامشروعة للأموال .
-4-
هذا ما يجري اليوم في الدوائر والمؤسسات
أما الذي كان يجري في العهود السابقة فهو تقديم الهدايا (...) للمسؤولين عن انجاز المعاملات، في مبادرات ذاتية وليس استجابة لشروط تُفرض على أصحاب المراجعات لتلك الدوائر .
وكان الرفض لقبول تلك الهدايا هو الموقف العام من أغلب المسؤولين ولا يقع في الفخ الاّ الدنيء .
-5-
وقديما قال ( ابن فارس ) :
اذا كُنتَ في حاجةٍ مُرسِلاً
وأنتَ بها كَلِفٌ مُغرَمُ
فارسلْ حكيماً ولا تُوصهِ
وذاك الحكيمُ هو الدرهمُ
وقال ( الهروي ) :
وما أرسلَ الأقوامُ في نَيْلِ حاجةٍ
كأبيضَ وضّاحٍ صحيحٍ مُدّوَرِ
والصحيح المدور هو الدرهم ...
غير أنّ الشاعرين لم يكونا ناظْرين الى ما يعانيه المراجعون للدوائر الرسمية يومذاك بل كانا ناظرين الى المزاج العام عند أغلب الناس ذلك أنهم عبيد الدينا وتتم استمالتهم بالأموال ...
وكما وصفهم الامام الحسين (ع) حيث قال :
( الناس عبيدُ الدنيا، والدِينُ لعق على ألسنتهم ... )
Husseinalsadr2011@yahoo.com