لم نشعر بالعيد
جاسم مراد
من يحكم يفرض اجندته وثقافته على المجتمع والوطن والتاريخ ، لا ندري كيف تحولت الوصاية الاستعمارية الى عيدا وطنيا عراقيا ، إذا كان دخول العراق الى عصبة الأمم في الثالث من تشرين عام 1932 فأن هذا الامر كان بديهيا ، فبعد تشكيل المملكة العراقية في بداية العشرينات من القرن الماضي ، كان لزاما على بريطانيا أن تتحول من محتل للعراق الى وصي بعد افول الإمبراطورية العثمانية وقبيل بدء الحرب العالمية الأولى ، وبالتالي كان لهذا الوصي ان يغير من أساليب الوصاية كونها لا تؤثر على طريقة الحكم ولا على أساليب ومنهجية الوصاية ، لذا لا يفرح أ حد ما سمي هذا اليوم بالعيد ( الوطني) لو كان الأمر لابد من وجود عيد يعبر عن ثقافة النظام وتوجهاته ، فكان من الاجدر تأسيس الدولة العراقية هو العيد الوطني للبلاد لكان بالإمكان التغاضي ولو على مضض تخطي عيد ثورة الرابع عشر من تموز أو ثورة العشرين التي جاءت بالنظام الملكي للعراق ..