الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ويسألونك عن السيادة

بواسطة azzaman

ويسألونك عن السيادة

سمير ميراني

يستمر مسلسل هذيان الضمير وغفوة الوجدان الإنساني لسياسيي الغفلة والمَجاز وعديمي الإدراك الأشرار.. مازال الشعب يقتسم المصائب والأهوال، وينهش جسده كثرة المصاعب والحوادث ومتاعب الأنجاس ، فهو الضحية منذ ماقبل الميلاد، والجلاد واحد مهما اختلف المعالم والأزمان.

 السادة الحكام يلعبون الدور بمهارة وإتقان في تمثيل الضمير الغائب عن ذروة المهام ، جل همهم تقسيم المناصب رفعاً للمقام ، ولَيِّ أذرع المخالف دوساً بالأقدام مهما تنوع الأقدار.. في قاموس وطنيتهم وحدة الأرض أقدس من الميزان، والسيادة فيها مِلك للجيران ، لا خط أحمر ولا ربع دينار . كيف لا وجارنا حتى سياج حديقة الحيوان خاصته يملك حرمة وسيادة بالاضافة الى الثعبان ، ممنوع اقتراب الرعيان منه ولو كان راعي الخضراء ملك الزمان .. مات كسرى والسلطان وأعقبهما المهيب المختال والدمال ، والشعب المسكين لايزال محتار ، من يكون المختار ..

كيف ينتزع عن نفسه جلد الضحية للضيف المتسول الجلاد ووكلائه من سادة الحكام مدبري ضوضاء الفتن والشغب وفوضى الفساد الضراء، استحقوا عليه نيل الثناء والتقدير من جماعات هوليوود وكان وجسر الضباب .. حماة الوطن والسيادة زعماء دكاكين الدقيق المطحون والخردوات لأجل بضع طاولاتٍ وكراسي استساغة نفوسكم لمخالفة القيّم الإنسانية وسلمتم الكرامة والعز والعراقة بملء إرادتكم حتى داسوا على نعالكم .. في مملكة الخضراء السوداء أشباه الرجال ممن فقدوا بوصلة الإنسانية في مضارب أهل الجبال المباح للبطّال والمحتال ، يتصرفون كالعميان لايهمهم كيفما تجري الرياح ، لأنهم باعوا سفنهم للقديس السفاح، ولا يشتهون سوى الأسفار والنكاح، بينما السيادة الوطنية للقصف والعدوان مستباحة.. لا شكوى لا استياء ولا صياح، لهذا الجرم الفظيع بلا عذرٍ ولا سماح..  ويسألونك عن السيادة قل إنما هي بيد الجيران ، ومن حسنات الجيرة حق الجار على الجار .

هناك من انفجر غضباً في سرِّهِ ونظر للجريمة بقلقٍ بالغ ! وأضناه السكوت خشية فقدان بضاعته واتقاء شر شركائه من الباعة الجوالة في الخضراء العار .وهناك من تشابه عليه الأمر واختلط ،، فنادى وا افغانستاه عوض كوردستان .

لله دُرَكم أيّ نباهة هذا وأيّ حذاقة!! كم صغرتكم في نظر الشعب والوطن، وكلاء للغرباء وليس الوكيل مثل الأصيل. يا حفنة من البشر تأدبوا في حضرة جرح المعشر وقتل الإنسانية ومسرات الطفولة المحتضر.

لا تصريح لا تنديد ولا بيان لومٍ وتوبيخ، لا استنكار والوطن يُقصِف من الجوار، لا شجاعة ولا كبرياء والهيبة خفّ كالهواء ، لا خجل ولا حياء أنتم والنَعام سواء ، لا حول ولا قوة ولا صلابة النساء ، الحق والحق يقال ، دماء شهدائنا أشرف من كل المقام ودموع نسائنا أغلى من كل المهام .

وسلاماً على خير أمة أخرجت للناس .

 


مشاهدات 1041
أضيف 2022/10/04 - 4:32 PM
آخر تحديث 2024/11/22 - 8:12 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 18 الشهر 9489 الكلي 10052633
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير