الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أسباب غامضة وراء غياب روح المنافسة

بواسطة azzaman

أسباب غامضة وراء غياب روح المنافسة

 

حامد الزيادي - السماوة

يعد مبدآ التكريم  والشكر والتقدير  منهجا سماويا وإنسانيا معمولا به منذ الازل من اجل تنظيم المعاملات والعلاقات المجتمعية وتسيير الاعمال بالشكل الصحيح والناجح لضمان الحقوق والمصالح التي تبني المجتمعات المتطورة والمتماسكة ويعد مبدا التكريم  مجال نتناوله في هذا الطرح من خلال خلق روح التنافس والمثابرة وفق معايير معتمدة اساسها التميز والابداع والتفوق للتفريق بين المتفاعل والمتكاسل باعتماد التقييم والتكريم في المجالات الحياتية كافة لمنع تفشي المحسوبية والمنسوبية والمحاصصة الذي احدث خلل وضرر همش وغيب الكثير من المبدعين وخلق تجاوزات انعكست على واقع العمل وضربت القواعد والاسس الواجب اعتماده كمعيار لترسيخ ودعم المبادرات والنشاطات عبر قواعد وضوابط وضعت لها نصوص دستورية وقوانين وضعية ومعايير وتعليمات معمول بها في الجانب الرسمي والشعبي لخلق روح التنافس الشريف بين الافراد والمجتمعات لنيل التكريم والتقييم , ويتوزع هذا الامر بين المجال المدني والعسكري وغيرها ,لكن ما يؤسف له حصل خلل وانتهاك لقيم التقييم والتكريم الواجب تطبيقها و وعدم منع اشكال التحايل والتمييز والمحاباة التي ضربت منظومة التقييم والتكريم عندما فقدت التشخيص الدقيق بفقدان مؤهلات وشروط القائمين على إدارة هذه المنظومة الذين  يفتقدون للمواصفات والمؤهلات المطلوبة ويعتبر هذا اهم سبب في تعطيل عجلة التطور والتقدم بتعطيل الطاقات والقدرات الفردية والجماعية التي تحقق التفوق والانجازات والانتصارات المفرحة , وما حصل من اختبار واختيار المشرفين ومنحهم حق التقييم مالم تتوفر فيهم الشروط أو يتم تفعيل القوانين الخاصة بذلك حتى لا تضيع جهود المبدعين! مما يجعلهم خارج دائرة المنافسة والعطاء المرجو حيث يتم تكريم غيرهم عبر وسائل ومسارات غير نظيفة او نزيه فتحصل تجاوزات  تصادر حقوق المبدعين وتمنح الانتهازيين تكريم لا يستحقونه , وما يحصل من غبن آخر بتبريرات واعذار (مالية) أيضا تبدد الجهود وتخلق حالة إحباط وياس تنعكس على نفسية المثابرين والمتميزين والابطال الميامين وكانهم يتجاهلون الاثر (المعنوي والنفسي) للتكريم وما له من تاثير ودافع على تحسين الاداء الوظيفي , وما نراه اليوم من تغييب واضح لتفعيل الانظمة والقوانين الخاصة بالتكريم سوى في الجانب العسكري والمدني وحتى الشعبي وخير شاهد عدم تفعيل قانون الاوسمة والانواط في الجيش والداخلية بالرغم انه منصوص ومعتمد بالقانون العراقي لخلق روح البسالة والاقدام لدى العنصر العسكري و الامني وما نشاهده من حالات كثيرة حصلت يستحقون فيها الاوسمة والانواط والترفيع وغيرها ومقدار الاثر المعنوي ومصدر اعتزاز وإفتخار لهم ولعوائلهم ولكن للاسف نرى العكس مما خلق حالة إحباط وعدم مبالاة ساهمت في تنشيط الجانب السيء واللجوء لطرق مشبوهة لنيل التكريم!!

طاقات مبدعة

اما الجانب المدني لا يقل اهمية عن الجانب العسكري حيث تعاني المؤسسات من اهمال وإستهداف واضح للكفاءات والطاقات المبدعة التي تعاني التهميش والتغييب والتجاهل لغياب المجسات المنصفة والمتابعة الدقيقة والغياب الميداني للمسؤول الذي يعتمد على راي الحاشية والحلقة المحيطة التي تفتقر للتقييم وتعتمد ضوابط مخالفة وتستغل وجودها لمنافع خاصة! حيث نجد ان كتاب الشكر والمكافئة الذي هو ابسط شكل من اشكال التقدير صار يصدر بدون اعتماد المعايير السليمة و الشفافية وكذلك وجود تفاوت انظمة الوزارات وتعليماتها من جانب الاثر المالي والمعنوي ولابد من اعادة النظر في هذا المجال لتوحيد الاثر بين الوزارات, ولا ننسى المجتمع المدني والاتحادات والنقابات المهنية والرياضية والفنية الذي نراه  تراجع الى درجات مقلقة  بضعف تفعيل مبدا التكريم و التقدير في العادات والمعاملات والنشاطات  بين افراده سوى في الريف أو الحضر مما ينعكس على الجوانب المدنية والعسكرية انفة الذكر! لذلك يعد المجتمع الحاضنة الاولى لتفعيل تكريم المبادرات والخطوات الكريمة التي تساهم في تماسك المجتمع وتعزز العلاقات بين افراده حتى تسود روح الامن والامان والامانة والصدق والقيم الصالحة التي تساهم في تحييد وعزل السلوكيات والممارسات الفاسدة ويتم نبذها وتطهير المجتمع منها , وبذلك نطالب بالعودة لاعتماد مبدا الثواب والتكريم والتقييم في مفاصل الدولة والمجتمع ناهيك عن مبدا العقاب الذي لا يمكن التسامح معه مطلقا .

 

 

 


مشاهدات 1031
أضيف 2022/10/02 - 5:26 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 4:53 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 226 الشهر 226 الكلي 9362298
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير