الطلاق بين الاظهار والصمت في المجتمع
محمود اليوسف
مع تزايد عدد حالات الطلاق في العالم العربي والإسلامي ، نجد أن العراق أحد هذه الدول المتصدرة لنسبة الطلاق بواقع 6491 حالة طلاق لشهر آب من هذا العام، في حين أن الأسباب كثيرة منها : نفسية وأجتماعية و أقتصادية، ولست بصدد أن نناقش الطلاق الظاهر بقدر مايخفى على المجتمع نوع من الطلاق يكاد يكون قد وقع به نصف أبناء المجتمع من المتزوجين إلا وهو "الطلاق الصامت" الذي مزق الأسر وفكك البيوت من حيث ندري او لاندري، إذن ماهو الطلاق الصامت، يقول د.سامي ناصر : المختص في علم الإجتماع أن الطلاق الصامت يعني حالة نفسية يشعر فيها أحد الزوجين أو كليهما بمشاعر سلبية تجاه الطرف الآخر، مما يؤدي إلى عدم إمكانية التواصل العقلي والنفسي والجسدي بينهما (انعدام التواصل والتفاعل الاجتماعي)، وينفرد كل منهما بحياة عقلية ونفسية واجتماعية خاصة، فيستمر الزواج شكلًا وينتهي مضمونًا . وهذا النوع يكاد يكون موجود في المجتمع ، وبنسبة كبيرة جدًا ومن الأمور المسكوت عنها بين الزوجين، فيبقى الزواج شكلًا أمام الناس لكنه ممزق من الداخل ، لا يربطهم اي قيد او شرط من شروط الزواج، فلا يوجد تواصل بين الزوجين ولا كلام ولا علاقة زوجية التي تزيد من المودة بين القلوب، فتنعدم المشاعر لدرجة تصل بعض الأحيان إلى أنعدام الغيرة عند أحد الطرفين او كلاهما ، فينتج عن هذا تفكك أسري كبير يكاد يصل إلى درجة كل فرد في الأسرة يمشي على شاكلته ومايهوى إليه، بسبب غياب دور الزوجين والتخلف عن مسؤوليتهم أتجاه أسرتهم، إضافة إلى ذلك قد يؤدي الحال بأحدهم او كلاهما الى الدخول في علاقات غرامية من أجل إشباع العامل الغريزي لديه، وعلى هذا الأساس تفكك الأسر وينتج جيل فوضوي لايعرف من القيم الأخلاقية والحياة شيء ، فالطلاق الصامت أشد خطرًا على المجتمع من الطلاق الظاهر .