حقوق الإنسان: التسوّل تديره شبكات ومافيات منظمة لأنه يدر أموالاً طائلة

ديالى تسجّل خسائر شهرية بقيمة نصف مليار دينار بسبب الجفاف

ديالى ــ سلام الشمري

اعلن مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في محافظة ديالى صلاح مهدي المجمعي ، ان ( محافظة شهدت بعد 2003 سلسلة اضطرابات دامية خلقت تداعيات قاسية على مجتمعها الذي يمثل خليطا يضم اغلب المكونات والقوميات العراقية ودفعت الى بروز الكثير من الاشكاليات التي بدأت تثير قلق الراي العام في الآونة الاخيرة ) .

مقابر التنظيمات

وقال المجمعي لــ ( الزمان ) امس ، ان (الارض السوداء وهي مصطلح اعتمد في الاشارة الى اهم مقابر تنظيم القاعدة والتي تقع ضمن الجزء الجنوبي لمحافظة ديالى اي ضمن حوض بزايز بهرز وتضم من 3-4 مقابر احدها يضم اكثر من 200 قبر وهي تعود لقادة التنظيم بين اعوام 2005-2009 ولا يعرف اذا كان من بينها عرب او اجانب لكنها تمثل اكبر مقابر التنظيمات المتطرفة ليس في ديالى بل مناطق شرق العراق بالكامل ، مضيفا بان تحديد مصيرها متعلق بالقضاء ولم يصدر اي شيء حتى الان وبقي الوضع عما عليه ) .

واضاف المجمعي ، ان ( ديالى تعاني منذ سنوات من بروز ما يطلق عليها بالتسول الوافد والذي يصل الى 30% ويأتي من عدة محافظات 70% نساء واطفال ، لافتا الى ان التسول يدار من قبل شبكات ومافيات منظمة لأنه يدر اموال طائلة ، مشيرا الى انه جرى مؤخرا احياء لجنة عليا لمكافحة التسول بعضوية دوائر امنية وحكومية لها علاقة مباشرة بالموضوع وستكون هناك سلسلة مبادرات مهمة من اجل احتواء تزايد اعداد المتسولين ) .

واوضح المجمعي ، انه ( بحكم دراستنا لملف الطلاق في السنوات الاخيرة وجدنا بان من 40-50% من حالات الطلاق سببها المباشر هي الاتصالات وما تضمه من منصات بدأت تؤثر بشكل مباشر على سلوكيات الازواج وتدفع بعضها الى ما نسميه بالخيانة الالكترونية التي تؤدي الى المشاكل وتنتهي بالطلاق في اغلب الاحيان مبينا ان ديالى تشهد من 7-9 حالات طلاق يوميا كمعدل عام على مدار السنة وهي نسبة عالية تدلل على حجم وتأثير لعنة الاتصالات التي تستغل بشكل سيء من قبــل البعض ) .

وبين المجمعي ، انه ( في كل عام ومن خلال المتابعة مع الجهات التحقيقية والطبية المعنية بملف الانتحار نرصد تسجيل ما يطلق عليها بالانتحار الوهمي وهو تعبير عن حالات قتل مدبرة باحترافية يحاول البعض ايهام العدالة على انها انتحار وتم بالفعل كشف اغلبها وان العام الجاري سجلت 3 حالات وفق المعلومات، فيما جرى اصدار تعميم شامل من الامانة العامة لمجلس الوزراء حيال اعتماد نافذة واحدة في تأكيد احصائيات الانتحار على مستوى العراق وهي من خلال المحاكم التي ستصدر احصائية رسمية من اجل حسم الجدل في تباين الارقام بين الدوائر والمنظمات والتي يثبت بان بعضها غير دقيق او انها كانت جرائم قتل وليس انتحار ) .

واشار المجمعي ، انه ( حتى الان لم نرصد اي حالات نزوح بسبب الجفاف في ديالى بشكل رسمي ، لكن رصدنا انتقال اسر من مناطق متضررة بالجفاف الى اخرى بسبب تغير المهن والبحث عمن فرص عمل ، لافتا الى ان وضع الجفاف في 16 مقاطعة ضمن حدود شمال وشمال شرق وشرق ديالى صعب لكنه لم يصل الى مرحلة النزوح الفعلي لكن الازمة قاسية وتم رؤية مناطق واسعة فقد الجزء الاكبر من اهاليها مصادر رزقهم ) .

وتابع المجمعي ، ان ( ملف النزوح القسري من الملفات التي نتابعها بدقة على مدار الوقت والحشد الشعبي كان له دور كبير في تسريع وتيرة اعادة آلاف الاسر بعد 2016 للمناطق المحررة في ديالى لكن بالمقابل هناك مشاكل عدة تمنع عودة آلاف الاسر ابرزها تأخر دفع التعويضات بالإضافة الى المشاكل العشائرية التي خلقتها مرحلة ما بعد حزيران 2014 بالإضافة الى فقدان مصادر الرزق وتضرر المناطق الزراعية بالاضطرابات ، مؤكدا بان من 85-90% من الاسر عادت الى مناطقها المحررة حتى الان ) .

واكد مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في محافظة ديالى ، ان ( الفقر والعوز المادي الذي يطحن عوائل كاملة وتدفع الشباب الى خيارات خطيرة جدا تستغل للأسف من قبل عصابات الجريمة المنظمة وحتى داعش ، مؤكدا بان تم الاشارة الى مشكلة الفقر في ديالى منذ سنوات وقلنا بان لا يمكن ان تستقر المحافظة في ظل معدلات فقر تقترب من 40% وجيوش من البطالة تصل الى عشرات الالاف من شباب اعمارهم اقل من 30 سنة ) .

ومن جانب آخر قال رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى رعد التميمي، لـ ( الزمان ) ، ان ( ديالى غير مشمولة بخطة الاستزراع للموسم الشتوي المقبل اي انها حرمت من اي خطة زراعية للموسم الثالث على التوالي في كارثة اخرى ستلحق الضرر بأكثر من 16الف فلاح ) .

خطة شتوية

واضاف التميمي ، ان ( أكثر من نصف مليون دونم من الاراضي الخصبة ستبقى بدون اي زراعة بسبب حرمان ديالى من الخطة الشتوية مؤكدا بان الجفاف هو السبب الرئيسي في اتخاذ هذا القرار الذي نأمل تغيره إذا ما تحسنت الاجواء وبرزت الامطار والسيول الموسمية لتغذية خزانات سدود ديالى ) .

وفي سياق متصل قال عضو الاتحاد محمد الدليمي لــ ( الزمان ) ،ان ( القطاع الزراعي يمر بمرحلة صعبة جدا بسبب عوامل متداخلة ابرزها الجفاف في الأشهر الماضية ، ما ادى الى خسائر مادية تصـــل الى نصف مليار دينار شـــهريا وربما اكثر ) .

وأضاف الدليمي، ان ( حرمان ديالى من خطة الاستزراع الشتوي تعني دخول قرابة 15 الف فلاح مرحلة البطالة التي لها تأثير كبير على مصادر رزق العوائل ) ، مؤكدا أن ( الزراعة ليست مرتبطة بحياة الفلاحين بل تأثيرها يمتد الى 10 مهن اخرى تعتاش على ديمومة هذا القطاع ) ، مشيرا الى ( ضرورة سن قوانين تعويض مباشرة لفلاحي ديالى بالمرحلة القادمة خاصة وانها لم تشمل باي خطة منذ 16 شهر متتالية ) .