رحمة كوكب مضاء

 إيمان نجاح العبيدي

رحمة رياض  ابنة البصرة الفيحاء، وريثة قامة من قامات الفن العراقي الاصيل، حنجرة  الجنوب وامير الشجن النادر الراحل رياض أحمد، الذي كانت صلته بالغناء تميزه.لمع اسمها في عالم الفن عن عمر صغير، انتشر اسمها بشكل لافت بعد أن شاركت في برنامج ستار اكاديمي وتحقق اغانيها ملايين المشاهدات، لها جمهور كبير و واسع في الوطن العربي كله، استطاعت باغانيها أن تحجز مكانة عالية في قلوب الجماهير وسلم الأغنية العراقية.

غنت رحمة رياض بعدة لهجات كاللهجة اللبنانية واللهجة الخليجية إضافة إلى لهجتها العراقية كما لها اغنية باللغة الكردية أيضاً، استطاعت بهم أن تجتاز البحار والمحيطات و تجلس على عرش قلوب الجماهير المحبين لها ولأغانيها، أنطلق صوت رحمة بعد ان غنت أغنيتها الشهيرة "نازل أخذ حقي " سنة 2020 و التي حققت نسبة عالية من المشاهدات على موقع يوتيوب حيث بلغ عدد مشاهداتها 14 مليون مشاهدة حتى الآن والتي تميزت بطابعها الحزين و نزعتها الثورية وتمردها ورفضها الظلم .

أوصلت رياض صوت والدها أكثر حيث تغنت بأغانيه في حفلاتها ولقائتها عبر الشاشات التلفزيونية، ورثت عنه  قوة الشخصية و الإرادة والاحساس العالي الشجن والمثابرة أيضاً فقد تميزت رحمة بكونها شخصية اثيرة أثرت بالناس بقوتها واحساسها العالي الذي تميز بكثرة ميوله للحزن أكثر منها للفرح، و رغم حزن رحمة على فراق والدها و أخيها إلا أن هذا لم يؤثر على قوة إرادتها بشيء بل زاد من اصرارها عزيمتها أكثر على المواصلة وعملت دائبة من أجل نجاحها لكن الأخر ترك فيها طابع الحزن الذي يظهر في أغانيها.

كانت رحلة رحمة رياض طويلة وامتدت لعدة سنوات وهي تسافر بين الأوطان والألوان الغنائية تتسلق سلم النجومية حتى اقتربت من قمته و بدأت تسعى للوصول حتى نهاية القمة و الثبات فيه، منذ برنامج استار اكاديمي الذي لم تحصل على اللقب فيه إلا أنها حققت قاعدة جماهيرية عالية ونجاح في الساحة الفنية حتى أصبحت ضيفة عليه كانت لانطلاقة صوت الرحمة في برنامج نجم الخليج ساعدها  على الشهرة في الخليج العربي وطلوعها أكثر حتى أصبحت حكم في لجنة برنامج عراق آيدل .وكان لولادة رحمة في وسط عائلية فنية اثر كبير في نشأتها فنيّاً حيث تأثرت بمدرسة كبيرة كوالدها المطرب رياض أحمد كثيراً وصقلت موهبتها بالغناء بالدراسة وتعلمت العزف على الكمان حيث ساعدتها والدتها شجعتها كثيراً على الخوض في مجال الفن حتى أضحت كوكب مضاء في سماء الفن ، غنت رحمة الحب والفرح والحزن و نجحت في إيصال احساسها الغالب فيه طابع الشجن كأبيها ، فصارت لها شهرة كبيرة في المشرق والخليج حتى وصلت المغرب العربي.