الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ملاعبنا قنابل موقوتة

بواسطة azzaman

الله بالخير رياضة

ملاعبنا قنابل موقوتة

 

اكرام زين العابدين

 

تفتخر دول العالم بمعالمها الحضارية بمختلف مناحي الحياة ومنها بناء الملاعب الرياضية التي تعد تحف فنية تستفيد منها في اقامة الفعاليات الرياضية وكذلك الثقافية وتدر عليها مبالغ مالية تسهم في ادامتها واستمرارها.

في عراقنا الامر مختلف في بناء الملاعب لاسباب عدة ، منها اننا لا نراعي حرمة المال العام ولا نحافظ عليه بل نهدره ، ونوهم الآخرين باننا قادرين على بناء منشآت افضل منهم ، لان المجاملات حاضرة من قبل البعض لاسباب مختلفة ، علماً اننا نصرف مبالغ اكثر من الدول الاخرى على بناء هذه الملاعب والمنشآت الرياضية ، لكنها بالنهاية لا تنجز بالشكل الصحيح في ظل وجود اذرع الفساد بمختلف اشكاله.

ولاننا كنا محرومين من الملاعب الحديثة في العراق لاكثر من 30 سنة لذلك كنا فرحين بكل ملعب تقوم وزارة الشباب والرياضة بانشائه في البصرة والنجف وكربلاء وبغداد وفي بقية المحافاظات والمدن الاخرى.

 ولكن للاسف لم تنجح هذه الجهة الحكومية من اتمام عملها بالشكل الصحيح واصبحت هذه الملاعب قنابل موقوته لان البناء والتشطيبات النهائية لم تكن صحيحة ووفق معايير الجودة ، وكذلك مقتربات الملاعب والساحات المحيطة بها لم تنجز وفق المواصفات القياسية، ولم تخصص لها مبالغ لادامتها ، وبالنهاية فان هذه المشاريع ستتأثر وتندثر تباعاً واعادتها للحياة سيكلفنا مبالغ مالية كبيرة.

وهنا نذكر ان مدينة البصرة الرياضية وملعبها الدولي الذي افتتح في عام 2014 وهو لم يكتمل بعد ، ومازال المشروع برمته لم ينجز بشكله النهائي وفق ما موجود على الورق كتصاميم ، بالرغم من تخصيص مبالغ تجاوزت المليار دولار من اجل اكماله ، ولا يجرأ اي احد على فتح هذا الملف الذي اهدرت به مبالغ مالية كبيرة وبعلم الجهات الحكومية .

الاخ طه السراجي يعمل في المجال الهندسي بالبصرة ، سبق وان زار ملعب البيت المونديالي في قطر خلال كاس العرب قبل عام ، وتجول في اروقة ودهاليز المشروع وشاهد كيف انجز هذا الصرح الرياضي وماهي المواد المستخدمة والدقة في العمل ، وكيف تعمل اجهزة التبريد الموجودة فيه ، وانه انبهر من لحظة وصوله للملعب ومشاهدته للساحات الخارجية والمداخل والتصاميم الجميلة وصولا الى ارضية الملعب الرائعة ، وان الملعب كان جاهزاً ومتكاملاً بوجود حمامات نظيفة لاستخدام الجمهور رغم انهم بعشرات الالاف ، والخدمات التي فيها تجعلك تشعر بانك تعيش في فندق (سبعة نجوم) ، وايضا يوجد هناك عدد من الكافتريات داخل الملعب ، وهذا الامر ينطبق على اغلب ملاعب قطر الحديثة.

وقارن ما شاهده في قطر مع ملعب الميناء البصري الذي لا توجد فيه مقتربات وساحات كبيرة لوقوف السيارات ، لان الجمهور سيعاني من صعوبة الوصول اليه والخروج منه ، لا سيما وان استعيابه 30 الف متفرج وتحاول وزارة الشباب والرياضة الاستعجال في بناء الملعب خلال هذه الفترة من اجل استضافة كاس الخليج ، بالرغم من الفترة الطويلة الماضية التي توقف فيها العمل لاسباب مختلفة حاله حال بقية ملاعب العراق غير المنجزة.

وان ماشاهده بالبصرة موجود ايضا في ملاعب بغداد والمحافظات ايضا حيث يعاني الجمهور من صعوبة الوصول الى ملعب الشعب او المدينة خلال المباريات المهمة ، بالاضافة الى عدم اكمال كل مرافق ملعب المدينة بالشكل الصحيح وانه سيعاني خلال الفترات المقبلة من النواقص المهمة لان الانجاز كان بطريقة الفزعة و(التلزيك) وليس وفق المواصفات العالمية ومعايير الجودة الموجودة في اغلب ملاعب العالم .

ويعاني ملعبي النجف وكربلاء الدوليين ايضاً من نواقص مهمة وهناك عيوب في البناء ايضا ، وبامكان المختصين ان يشخصوا ويسجلوا قوائم طويلة من النواقص في حال زيارة الملعبين ، وبتأكيد سيؤثر ذلك على طول فترة استخدامه الفعلي ، بل سيقصر من عمره الافتراضي.


مشاهدات 334
أضيف 2022/09/08 - 12:25 AM
آخر تحديث 2024/06/21 - 4:43 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 305 الشهر 305 الكلي 9362377
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير