الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الراحل معاذ عبد الرحيم (أبا سعد)..  أبن الناصرية إجتمعت فيه كل الخصال الحميدة

بواسطة azzaman

الراحل معاذ عبد الرحيم (أبا سعد)..  أبن الناصرية إجتمعت فيه كل الخصال الحميدة

صادق فرج التميمي

 

 

هو رجل مُتقدم في قِيمهِ الإنسانية النبيلة التي يتسيدها التسامي ورجاحة الفكر المهني الماهر، وأُستاذ ومُعلم من جيل الكبار أمثال محسن حسين وسجاد الغازي والراحل فلاح العماري وزملاء مهنة كثيرون كل منهم محفوظ بإسمه ومقامه .. هو صاحب شعور إنساني نبيل في المهنة وأنبل من إجل الوطن حين ضحي بيراعه هو وقلمه عن قيم الوطن الأكبر نبلاً رغم عصف السنون التي مضى بها قطار العمر إلى عليين ..إنسان بسيط ومُتواضع تواضع وبساطة الكبار .. عادل في أحكامه ومُتسامح لكنَّه رافض للشر المهني المُسيس، وذاد عن المهنة بكلمة حُرة وبشجاعة، وبتسامحه وعدله كان يدفع عن الوطن ليدرأ عنه الخطر والضرر ..

كان قريب جداً من قيم العدالة والمساواة والموازنة بين التقويم والواجبات المهنية والوطنية، وهو يرى أن على كل من يعمل بمهنة الصحافة أن يوازن بين قيمته وقيم الآخرين من العاملين معه، لكي يؤدي كل واحد منهم واجباته والقيام بعمله بشكل صحيح .. في هذا السياق إنتسب الراحل معاذ عبد الرحيم أبا سعد إلى حزب البعث في العام 1949 لكنَّه ما لبث أن إنشق عنه في العام 1959 ليلتحق بتيار الحركة الناصري الذي كان يقوده في الخارج الراحل فؤاد الركابي، بينما كان هو يقود جناح التيار في الداخل ..ذلك هو الراحل معاذ عبد الرحيم إبراهيم الخزاعي المولود في العام 1932 في الناصرية وتحديداً في سوق الشيوخ ..  دخلَ في العام 1948 دار المعلمين الإبتدائية، وقبل أن ينال شهادته للمباشرة في سلك التعليم فُصل من الدار على خلفية المشاركة في الإنتفاضة الوطنية التي إندلعت في العام 1952 ضد نظام الحكم الملكي، بعد أن قضى ستة أشهر سجيناً بأمر صدر عن مجلس الأحكام العرفية العسكري، لكنَّه أكمل تحصيله الدراسي بعد إندلاع ثورة 14 تموز 1958 بسنة واحدة ..فضَّل العمل الصحفي والإعلامي على مهنته كمُعلم، فكانت صحيفة (العمل) هي المحطة الأولى التي رافق فيها رئيس التحرير الشاعر الراحل عدنان الراوي فور خروجه من السجن للمرة الثانية، وكان ذلك في العام 1953 .. دعاهُ الراحل خالد الدرة رئيس تحرير صحيفة (الأوقات) البغدادية للعمل معهُ بصفة مندوب فإستجاب لدعوته، وحين تعرَّض في مقال إفتتاحي لنظام الحكم الملكي تَّم غلق الصحيفة فإتجه في العام 1954 للعمل في صحيفة (الحرية) حيث رئيس التحرير الراحل سعد قاسم حمودي ..عُين في العام 1958 مُديراً لتحرير صحيفة (الجمهورية) لسان حال ثورة تموز، وكان رئيس التحرير الراحل سعدون حمادي .. وعلى خلفية النزاع الذي نشب بين الزعيم عبد الكريم قاسم والرئيس عبد السلام محمد عارف تَّم غلق الصحيفة وإعتقال معاذ عبد الرحيم، بينما فرَّ سعدون حمادي إلى سوريا .. بعد ثمانية أَشهر قضاها في السجن قرر الراحل معاذ عبد الرحيم العودة إلى الناصرية لممارسة التعليم هناك، لكنَّه ما لبث أن عاد بعد عام 1963 إلى بغداد للعمل بصفة مُدير تحرير في صحيفة (الجمهورية) التي عاودت الصدور من جديد .. في اعقاب تأسيس الإتحاد الإشتراكي أُنتدب للعمل بصفة مُدير تحرير في صحيفة (الثورة العربية)، وكان ذلك في العام 1964 لكنَّه فُصل من عمله هذا، وحين حلَّ عقد السبعينيات عين بصفة سكرتير تحرير في المؤسسة العامة للصحافة، ثم أُسند إليه منصب مُدير مكتب التوزيع والنشر .. وصار فيما بعد مُديراً عاماً للدار الوطنية للتوزيع والنشر لينتقل بعدها مُحررا في وكالة الأنباء العراقية (واع) التي كان مُديرها العام الراحل بهجت شاكر، ثم تولى منصب معاون المدير العام في (واع) نفسها بعد تولي الراحل طه البصري إدراتها .. وفي أروقة (واع) تعرفت على أبي سعد قبل أن يغادر للعمل في المغرب مُستشارا صحفيا ومديرا للمركز الثقافي العراقي، وكان رحمه الله وهو يتولى إرشادي على الطريق الصحيح لتعلم فنون المهنة ..

في العام 1983 عين مُديرا عاماً لدائرة الشؤون الثقافية، ومن ثم مُديرا عاماً لدار الكتب والوثائق في العام 1985? فيما قرَّر في العام 1987 إحالة نفسه إلى التقاعد فيما قضى مدة التسعينيات متنقلا بين دول عربية وأجنبية ..

ومُنذ عام التقاعد هذا ظل الراحل أبا سعد يواصل الكتابة لحساب عدد من المجلات والصحف العراقية، حيث كنت أتابع ما ما يكتبه في صحيفة (الزمان) على وجه الأخص حتى وفاته ليلاقي وجه رب رحيم ..

 

 


مشاهدات 555
أضيف 2022/08/26 - 10:56 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 3:51 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 276 الشهر 276 الكلي 9362348
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير