عملة صعبة

عبد الحكيم مصطفى

فرحة البعض بنجاح عدد من المدربين الشباب في ادارة الشان الفني لفرق في الدوري الممتاز لكرة القدم ، جعلهم ان يدعو الى تسريح عدد من المدربين الخبرة و لا اقول كبار السن .. وهذه دعوة غير واقعية ذلك ان هناك مدربين كانوا على اعتاب السبعين قادوا منتخبات بلادهم الى نجاحات نوعية .. اركونس قاد اسبانيا للفوز بامم اوربا 2008 وهو فوق الستين ، ودبلوسكي ساهم من موقع المدرب الاول بفوز اسبانيا بكاس العالم 2010 وانشيلوتي يقود حاليا فريق نادي ريال مدريد وهو فوق الستين ايضا .. وعدد المدربين الخبرة العاملين في الدوريات الاوربية والامريكية الجنوبية في الوقت الراهن، لا يحصى ..اسوق هذه المقدمة لا شيد بقرار ادارة نادي الطلبة باعادة الثقة بكفاءة تدريبية متميزة بقامة ثائر احمد ، الذي قاد عدة فرق محلية الى منصات التتويج ، ولكن الخبرة المتراكمة الناجحة السابقة ، لا بد ان تعزز بمعلومات نوعية جديدة ، و ثائر احمد يحتاج مثل اي مدرب ناجح الى التجديد في وسط يخضع يوميا الى التغيير ، فالتدريب الرياضي مرتبط بعلوم ساندة يعرفها ابو العقل جيدا ..علوم ليس المسؤول عنها المدرب الاول وانما كادر مساعد ..لست هنا لاحيط ثائر علماً بما ينبغي عمله وما لا ينبغي ، وانما فقط اقول المهمة الجديدة ليست سهلة ابدا .. مهمة ليست كسابقاتها ..المركز الثالث في الموسم الماضي مسؤولية كبيرة ..محاولة الحفاظ على المركز الثالث ، تحدي حقيقي ، والانصار يطالبون بدرع الدوري الممتاز في الموسم القادم ، لان فريق نادي الطلبة لا يقل شانا عن الشرطة والقوة الجوية والزوراء .. والاستقطابات الجديدة مؤشر على ان الطلبة يسعى الى مركز افضل من الثالث وهو تطلع مشروع لفريق تربع غير مرة على عرش كرة العراق .

مؤهلات المدرب والكادر الفني المساعد ، حيوية جدا لبناء فريق بحجم تطلعات انصار الطلبة وهم بمئات الالاف في مدن العراق كلها ، ولكن دعم ادارة النادي يجب ان يكون في مستوى دعم الموسم الماضي واكثر ، واكثف الاهتمام بالدعم الاداري المنظم والمستمر لانه هو الحاسم في استقرار الكفاءة الفنية للفريق في الدوري الممتاز الذي ينتظر ان يكون التنافس فيه على أشده ..

وانضمام عدد من اللاعبين الدوليين مؤشر على رغبة عميقة للانيق في ادامة التفوق ، واللاعبون هم مادة النجاح الاساس ، وهم امام مسؤولية الدفاع عن كيان فريق كبير يمثل ناديا كان و لا يزال قلعة رياضية .

ضغط الانصار موجود دائما ، و لا داعي لتأويله ووصفه بانه سلبي ، لان احباء الطلبة مثل المتيمن بحب الزوراء والقوة الجوية والشرطة و فرق الاندية الاخرى يطالبون فريقهم بنتائج ايجابية وهو طلب مشروع جدا ، لان الجمهور يدفع من جيبه ويحضر الى الملعب في كل ادوار المسابقة .. في الحر والبرد ..الجمهور يريد فريقا يصّفر مشاكله قبل وصوله الى ارض الملعب وهذه قمة الاحترافية .

متابعة الاعلام لكل صغيرة وكبيرة تخص الفريق ، هي الاخرى ضغط طبيعي موجود في كل موسم رياضي ، ولن تنتهي هذه المطاردة الا بنهاية اخر مباراة في الموسم الرياضي .

واعود الى المدرب القدير الكابتن ثائر احمد واقول ان ادارة انادي الطلبة لم تخطأ في اناطة مسؤولية تدريب فريقها به ، فالمدرب الخبير عملة صعبة في كل الاوقات .