الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دعوة إلى رفض الفوضى

بواسطة azzaman

دعوة إلى رفض الفوضى

 عامر ممدوح

 

منذ ان أبصر الإنسان، ووطأت قدماه هذه الأرض، وهو ينشد السعادة، وتحقيق امانيه.

ومع ادراكنا للفروق الفردية في تصور وتعريف المعنيين أعلاه، فان الملخص الذي يهمنا ان الإنسان، فطريأ، ينشد تحسين واقعه، والعيش في ظروف تحقق طموحه، وتستجيب لرغباته، دون ان يعني ذلك تحققها دون جهد بالضرورة، أو اغفالاً عن معنى خلق الإنسان للعبادة ـ بمعناها الايجابي الشامل ـ كما بينها القرآن الكريم من جهة اخرى.

ولأن طبيعة الحياة التي نعيشها تمتاز بالشد والجذب بين الكثير من المعاني المتناقضة ابتداءً، حتى تأخذ طعمها وقيمتها في ذات الوقت، فإن اكثر ما يواجه الإنسان العراقي اليوم هو ذلك الصراع اليومي بين النظام والفوضى، الأول: بوصفه مسار حياة بأكملها تستجيب للمطالب وتعيد ترتيب اولويات الحياة المنهكة منذ قرابة عقدين من الزمان، والثانية: بكونها وصفة التعويق المكتوبة للوطن المستنزف الحزين.

والتأسيس لحالة الفوضى يبدو انه لم يكن ارتجالياً او عفوياً، بدءاً من تسويق فكرة أن القول بالنظام والعمل له ارتباط مشبوه بنظام باد وانتهى، ومروراً بتفكيك شكل الدولة، واضعاف الهوية الوطنية، وفتح أبواب الفساد على مصراعيه، واعادة تشكيل العقل العراقي لتذويب مواقفه المبدئية تجاه قضايا حساسة يمكن عدّها من الثوابت التي تربى عليها العراقيون طيلة سنوات.

ومع ان هزالة الواقع ما قبل 2003 قد وصلت مداها، إلا ان بقاء شكل الدولة قائماً كان هو الضامن والمحافظ على الاستمرار مهما بلغت المشاكل شدة وقوة، ولكن الإشكالية المثيرة للقلق والتي تزداد يوماً بعد آخر، ان تراكم سنوات الخلل والأخطاء المتعمدة وغير المتعمدة قد ضرب أسس الأرض العراقية، واستنزف قوة تربتها القادرة دوماً على الصمود، ولا سيما مع الاصرار على الاستمرار بارتكاب كل الخطايا والآثام اليومية.

ان العراق باختصار شديد يعيش جدلية شديدة الوطأة، وصراع بالغ التعقيد بين اتجاهين متقاطعين، احدهما يريد تثبيت النظام على أسس صحيحة وجديدة ومتعافية من كل خطايا الماضي، والآخر يريد ان يبعثها فوضى عارمة في كل شيء، حتى في الأحاسيس والمشاعر، وشكل الشوارع، واطلاق أي خطوة دونما تخطيط أو التزام.. فالفوضى لدى هؤلاء حياة! لكن الفوضى في نهاية المطاف ليست إلا تماهي مع اللا شيء، وذوبان في أفق الاضطراب، وانعدام للوجود الواقعي مهما كان البقاء ظاهرياً ممكناً.ان الانتصار للنظام انقاذ للبلاد مما ينتظرها من مستقبل ليس مجهولاً بقدر ما هو معلوم الخطورة وقاتم الصورة.. وليت قومي يسمعون هذا الكلام؟!!.


مشاهدات 576
أضيف 2022/08/09 - 5:01 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 6:13 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 403 الشهر 7971 الكلي 9370043
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير