الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحسين .. رجل المبادئ والقيم

بواسطة azzaman

الحسين .. رجل المبادئ والقيم

حسين الصدر

 

-1-

من هوان الدنيا على الله أنْ يُدعى الامام الحسين (ع) مِنْ قِبَل والي الامويين في المدينة ( الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ) الى مبايعة يزيد بن معاوية إثر موت أبيه معاوية .

انّ نصبَ ( يزيد ) خليفةً للمسلمين ما هو الاّ انقلاب خطير على الاسلام والمسلمين ،

وتحويل الاسلام الى نظام وراثي شبيه بأنظمة القياصرة والاكاسرة وتفرغه من مضمونه .

فالاسلام رسالة الله للبشرية جمعاء، ولا يتولى قيادة الأمة الاّ مَنْ اصطفاهم الله لقيادتها .

وهذا ما حصل يوم الثامن عشر من ذي الحجة عام  10 هـ حيث أخذ النبي (ص) البيعة من المسلمين لأمير المؤمنين (ع) بأمر الله تعالى حيث خاطبه عز وجل قائلا :

( يا ايها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وإنْ لم تفعل فما بلغتَ رسالته والله يعصمك من الناس ) .

ولكنّ " السقيفة " نقضت هذا العهد والميثاق ، وأصبحت القيادة متاحة لمثل معاوية وابنه يزيد ومن تبعهم من سلاطين الجور والظلم والانحراف

ومن هنا قال الشاعر

وأريْتُكُمْ  أنّ الحسينَ

أصيبَ في يوم السقيفة

-2-

والامام الحسين (ع) رجل المبادئ والمواقف الرسالية الشامخة ، ويرن حتى اليوم في سمع الزمن جوابه العظيم ( للوليد بن عتبة ) حين دعاه الى مبايعة يزيد

قال له :

ايها الأمير :

إنّا أهل بيت النبوة ،

ومعدن الرسالة ،

ومختلف الملائكة ،

وبنا فتح الله ،

وبنا ختم الله ،

ويزيد رجل فاسق ، شارب الخمر ، قاتل النفس المحرّمة ، معلن بالفسق،

ومثلي لا يبايع مثله "

قالها الامام الحسن (ع) بملء الفم وبكل صراحة ووضوح غير مبال بكل التهديدات المرعبة تغليباً للمبادئ على المصالح ، وحفاظاً على الاسلام ومفاهيمه وأحكامه من التحريف ، وصيانة لكرامة الأمة الاسلامية وحقوقها .

-3-

وما قاله الامام الحسين (ع) ينسحب على كُلّ حاكم جائر فاسق ، ولكنّ الناس هانت عليهم رسالتُهم بعد أنْ هانت عليهم أنفسهم فارتضوْا العيش

في ظل انطمة فاسدة وحُكّام ظالمين منحرفين عن الاسلام .

والسبب :

انهم آثروا العافية والسلامة ونكصوا على أعقابهم وهذا ما أشار اليه الامام الحسين (ع) بقوله :

( الناسُ عبيدُ الدنيا والدِينْ لعق على ألسنتهم يحوطونه مادّرت معائشُهم فاذا مُحِصوا بالبلاء قلّ الديانون )

نعم

قل الديانون

ولم يبق مع الامام الحسين (ع) يوم عاشوراء الاّ سبعون بطلاً كانوا الحسينيين بحق، فأصبحوا منار الأحرار عبر مسار الزمن

قال الشاعر :

لو لم تكن جُمِعَتْ كُلُّ العلا فينا

لكانَ ما كان يومَ الطفِ يكفينا

يوم نهضنا كأمثال الأسود به

وأقبلتْ كالدبا زحفاً أعادينا

جاؤوا بسبعين ألفاً سَلْ بقيتهم

هل قابلونا وقد جِئْنا بسبعينا ؟

( الدبا : الجراد )

-4-

والسؤال الأن :

أين هم الحسينيون ؟

والجواب :

ان الابطال الأشاوس الذين لبوا نداء المرجعية الدينية العليا وهبوا لتطهير أرض العراق من دنس التكفيريين الدواعش أثبتوا أنهم الامتداد الحقيقي لانصار الامام الحسين كحبيب وزهير ومسلم بن عوسجة واضرابهم من شهداء الطف .

-5-

انّ نهج الحسين (ع) يُورث العزةَ والكرامة ، واستعراض مناقبه ومصائبه عبر المجالس الحسينيّة أمر مهم للغاية فنحن نحيي ذكرى الامام الحسين (ع) لتحيينا .

نسأله سبحانه ان يجعلنا وايّاكم من أنصاره وأن يرزقنا شفاعته يوم الورود .

 


مشاهدات 512
أضيف 2022/08/02 - 4:06 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 4:44 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 401 الشهر 7969 الكلي 9370041
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير