الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إنهم‮ ‬يقتلون الجياد المحالة إلى التقاعد

بواسطة azzaman

إنهم‮ ‬يقتلون الجياد المحالة إلى التقاعد
كاظم فنجان الحمامي‮ ‬

تعزى القيمة الأدبية لرواية الكاتب الأمريكي‮ (‬هوراس ماكوي‮)‬،‮ ‬التي‮ ‬كتبها عام‮ ‬1935‮ ‬وكانت تحمل عنوان‮: ‬انهم‮ ‬يقتلون الجياد،‮ ‬أليس كذلك ؟،‮ (‬They shoot horses. Don’t they‮) ‬إلى أنها ظلت تشكل علامة فارقة في‮ ‬المعاملة اللاإنسانية،‮ ‬وكأنها تتكرر في‮ ‬كل زمان ومكان،‮ ‬وقد تحولت عام‮ ‬1969‮ ‬الى فيلم سينمائي‮ ‬من تمثيل‮: ‬جين فوندا‮. ‬واخراج‮: ‬سيدني‮ ‬بولاك‮. ‬حيث لم‮ ‬يتوقف قتل الخيول والجياد في‮ ‬الجبهات والساحات والمواجهات البطولية على الرغم من اصالتها واداءها الفريد في‮ ‬ميادين الفروسية‮. . ‬والجياد هنا ليست فقط الخيول،‮ ‬إنما ترمز إلى البشر أيضاً،‮ ‬خصوصاً‮ ‬عندما تقرأ كتاب رئيس هيئة التقاعد الوطنية المرقم بالعدد‮ ‬258‮ ‬في‮ ‬11 ‮/‬ 4 ‮/‬ 2022‮. ‬الذي‮ ‬اختزل فيه منح الحقوق بمن تتوفر لديهم التوقيفات التقاعدية،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فأن عدم تسديد تلك التوقيفات‮ ‬يمنع ترويج معاملات الذين احيلوا قسرا إلى التقاعد،‮ ‬فتبخرت حقوقهم بتبخر التوقيفات التقاعدية التي‮ ‬ليس لهم فيها أي‮ ‬ذنب،‮ ‬وليست من واجباتهم ولا من اختصاصاتهم،‮ ‬إنما من واجبات الوزارات والهيئات والمديريات التي‮ ‬أفنوا أعمارهم في‮ ‬خدمتها‮. ‬وهكذا وجدوا انفسهم في‮ ‬مواجهة سكرات الموت‮ ‬غصة بعد‮ ‬غصة،‮ ‬وهذا هو مصير الجياد الأصيلة التي‮ ‬خاضت اشرس المعارك والحروب،‮ ‬وتحملت الويلات والمصاعب،‮ ‬وتجرعت الصبر والقهر تحت وطأة التقلبات السياسية المهلكة،‮ ‬ثم جاءت قرارات البرلمان لتقضي‮ ‬بحذف ثلاث سنوات من أعمارهم الوظيفية ظلماً‮ ‬وعدواناً،‮ ‬لكي‮ ‬يواجهوا الحياة بجيوب فارغة‮. ‬بلا رواتب،‮ ‬وبلا معاش،‮ ‬وبلا ذخيرة،‮ ‬وبلا مكافئات مالية‮. . ‬إنهم‮ ‬يقتلون الجياد في‮ ‬العراق بصرف النظر عن جمالها وأصالتها وكفاءتها،‮ ‬وبهذه العبارة نختتم مقالتنا بين التظلم والحزن والمرارة،‮ ‬لنضع بين أيديكم ملخصاً‮ ‬لمصير المتقاعدين المحرومين من أبسط استحقاقاتهم الوظيفية،‮ ‬والذين اضطهدتهم مؤسساتنا الحكومية من دون أدنى اعتبارات لإنسانيتهم،‮ ‬ومن دون أي‮ ‬اهتمام لظروفهم المعيشية الصعبة‮. . ‬في‮ ‬الرواية التي‮ ‬كتبها‮ (‬هوراس ماكوي‮) ‬قبل‮ ‬78 عاماً‮ ‬إدانة واضحة للإجراءات التعسفية التي‮ ‬تسببت بمعاناة المتقاعدين وآلامهم‮. ‬فالرواية تسلط الأضواء على فشل النظم الإدارية،‮ ‬وما تفرضه الهيئات الفاشلة من سياقات بليدة لا تعترف بحقوق المواطن،‮ ‬ولا تعبء بالقيم البشرية والأخلاقية والسياسية‮.‬
‮. { ‬مجموعة واتساب

 


مشاهدات 662
أضيف 2022/07/15 - 11:35 PM
آخر تحديث 2024/11/20 - 6:46 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 18 الشهر 9489 الكلي 10052633
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير