منظومة كامرات لتأمين مدينة بابل

العراق يحتفل بيوم المتاحف العالمي بإستعراض الآثار

بغداد - حاكم الشمري

يحتفل العراق من كل عام بيوم المتاحف العالمي الذي يصادف في الثامن عشر من ايار مع كل دول ألعالم من خلال اقامة الاحتفالات الرسمية وشبه الرسمية في المتحف العراقي ومتاحف المحافظات المنتشرة في عموم محافظاته والمفتوح منها (4) متاحف في البصرة والسماوة والناصرية وبابل في الوقت الحاضر والعمل جاري على قدم وساق من قبل هيئة الاثار والتراث لفتح متاحف المحافظات الاخرى وتزويدها بمستلزمات العروض المتحفية والاثار الحية التي استخرجت من مواقعها الاثرية  وبهذه المناسبة نود ان نعرج على هذا القطاع الحيوي والمهم في حياة العراقيين و شعوب العالم لما له من أهمية في ارساء دعائم الابتكار والاكتشاف وتأثيرها على الحياة الانسانية فمن هنا بدأت صناعة الحرف الأول ومن هنا شرعت القوانين والموسيقي ونظرية فيثاغورس والانارة وكل شيء بدأ من هنا من سومر واكد واشور وبابل والحضر ليحكي لنا قصة زمن مضى خلده ابناء الرافدين بملاحم وقصص اسطورية ابرزها الواح طينية عبر احد عشر لوحا خطت بالكتابة المسمارية وترجمها عألم الاثار طه باقر اروع ترجمة (ملحمة كلكامش) التي كانت ومازالت خالدة في اذهان الناس.

فالاحتفال بهذه المناسبة له دلالات كثيرة منها ان قطاع الاثار هو قطاع وطني يجب ان تشارك فيه كل قطاعات ألدولة والعمل سوية على اشاعة الثقافة الاثارية من اجل الحفاظ على الموروث الحضاري والثقافي لبلاد وادي الرافدين الذي تعرض الى اشرس هجمة من السرقة للاثار بدأ من المتحف العراقي والمتاحف الاخرى فضلاً عن النبش العشوائي المستمر في مواقع الاثار المنتشرة والتي تقدر بأكثر من 150 الف موقعا اثريا من شمال العراق الى جنوبه وهي تضم بين طياتها قصوراً ومعابداً وبيوتا مختلفة ولقى اثرية عمل عليها افضل النحاتين وصناع الجمال كي توضع في المتاحف ولولا اثار العراق لما كانت هناك في ألعالم متاحف مثيرة بجمال قطعها ورودا لها ومع هذا ان اغلب المتاحف الدولية في إمريكا وفرنسا وايطاليا وبريطانيا والمانيا زينتها جداريات وثيران مجنحة ولوحات ودمى وقطع اثرية مختلفة جعلتها قبلة للسواح من كل دول ألعالم وابرزها بوابة عشتار في متحف البيركامون والقاعات الاشوريات والثيران المجنحة ومسلة حمورابي وتماثيل لملوك.

ارباح طائلة

والحال ينطبق على دول العالم الاخرى وبدأت هذه المتاحف التي تضم اثار حضارة وادي الرافدين تجني ارباحاً طائلة سنوياً من السياحة الاثارية وصارت مناراً لتعلم اجيالاً من الدارسين والباحثين في اكتشاف المزيد من ابداعات  هذه الحضارة التي لم يكتشف منها الا 12% وما زال القائمين على  علوم الاثار يبحثون تحت الأرض من اجل اكتشاف المزيد عن عالم الاثار  وماذا يخبئ لنا الزمن القادم من اكتشافات ربما تغير مسار العالم نحو الافضل .

ومن هنا لابد من دعوة كافة مؤسسات ألدولة ووزارتها ان تدعم قطاع الاثار والمتاحف بكل ما تمتلكه من اجل حمايته والمحافظة عليه رغم دعم المؤسسات الدولية مثل اليونسكو والايسكو والاسيسكو  ودول العالم المختلفة الا ان قطاع الاثار مازال بحاجة ملحمة الى المزيد من الدعم في مجال البحث والتحري والتنقيب والمسح والصيانة والعمل سوية على تطوير قاعات المتحف العراقي والبالغة اكثر من 23 قاعة تضم حضارة عصور ماقبل التاريخ وسومر واكد واشور والحضر والحضارة الاسلامية والعمل على زيادة عدد القاعات وابقاء المتحف كمتحف اسلامي يضم اثار الحضارة الاسلامية فقط او الضغط على ألدولة من اجل بناء متحف جديد وكبير يليق بحضارة وادي الرافدين وعرض الملايين من القطع الاثرية الموجودة حالياً في مخازن وقاصات المتحف العراقي التي تم استخراجها من قبل بعثات التنقيب او التي اعيدت الى المتحف بعد سرقتها من المتحف او المواقع الاثرية التي بعضها تحمل ارقاماً متحفية واخرى لا تحمل ذلك.

ان يوم الاحتفال بيوم المتاحف العالمي يحملنا مسؤولية وطنية ومهنية واخلاقية من اجل حماية هذا الارث الانساني والمحافظة عليه وصيانة المواقع من الاندثار والضياع والتلف والعمل على استرجاع المفقود منها وتطوير الكوادر الاثارية العاملة في قطاع الاثار .

الجميع مدعو لذلك بروح وطنية خدمة للانسانية جمعاء وكل عام والعاملين في قطاع المتاحف بالف خير في مشارق الارض ومغاربها

الى ذلك اعلن مدير عام دائرة التحريات والتنقيبات علي شلغم عن أكمال مشروع تأمين مدينة بابل الاثرية بمنظومة كامرات عالية الدقة.وقال علاء عبد العباس رئيس قسم تكنلوجيا المعلومات التابع للهيئة العامة للاثار والتراث ان القسم قام بتنفذ المشروع بشكل مباشر .وأضاف ان القسم سبعمل بالتعاون مع دائرة التحريات والتنقيبات  على استحداث وحدة الكامرات لغرض مراقبة المدينة الاثرية عن طريق غرفة المراقبة وبأشراف مهندسين حاسبات مختصين في هذا المجال.واشار علاء الى ان منظومة الكامرات تهدف الى الحفاظ على المدينة الاثرية وحمايتها من خلال المراقبة حركة للمدينة .

{ مدير اعلام الهيئة العامة للاثار والتراث