الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الصبر والسلوان يابنات صالح

بواسطة azzaman

الصبر والسلوان يابنات صالح

ياسر الوزني

 

لاأقصد في هذا المقال التعرض لأي من القنوات الفضائية بذاتها أوعمل درامي بأسمه ،أما العنوان فهو من باب الأستعارة ليس إلا ،غيرأن ذلك لايمنع حقي بأعتباري مشاهد الحديث من وجهة نظرخاصة عما يعرض من أعمال وهي بلاشك لم ترتق مثلما كانت عليه مثيلاتها أبان السبعينيات أو الثمانينيات بل وحتى قسم من أعمال التسعينيات لو جاز لنا المقارنة مع مانشاهده بعد عام 2003  ولا أستطيع وضع أصبعي على أي منها فيما لوأستثنينا عملاً تأريخياً عرضته (الشرقية) عام 2012  وهو آخر الملوك الذي يوثق حياة الملك الراحل فيصل الثاني وهذا ليس تحيزاً للقناة لكني أشيد بما شاهدت ،أن تفاعل الناس والبكاء على أحداث فلم أو مسلسل ليس دليلاً على  تمام كماله  في المقاييس المعتادة خاصة أذا كان المجتمع يعاني الضيم والأحزان في حياة عنوانها القهر والسواد وحينذاك سوف تكون مجبراً لغض النظرعن هفوات فنية وحوارية تكتشفها بعد حين، لقد كان المسرح العراقي مثلاً راقياً ومبهراً حتى أني أتذكر فناناً مصرياً نشر في صحيفة الأهرام رسماً يمثل جرساً منبهاً يدلل على زهو المسرح العراقي وتحذير المسرح المصري الذي كان في غفوة مثلما أعتقد الناشرمن تأثيرمسرح العراق على المستوى القطري والعربي مع أن الممثلين في مصر كانوا حينذاك على القمة في أعمالهم الفنية أبان الفترة الذهبية الممتدة من الستينيات وحتى وقت متأخر، أن أغلب المسلسلات اليوم تهتم بوجود الشرطي والمريض المحمول على عربة الطواريء ومعه أربعة لاتفارقه نظراتهم وتتسارع أقدامهم حتى يدخل صالة العمليات فيمنع الطبيب الجميع من الدخول ويعود بعد لحظات قائلاً (أحنا سوينا واجبنا والباقي على الله) ولافرق في المطابقة هنا مع الأفلام الهندية المشروطة بقرار المنتج على ظهورقطارومشاجرة بالسيوف وسبع أغاني راقصة في حديقة عامة،ماأريد قوله أن الدراما بشكل عام قد أتجهت الى الرتابة ولم تخرج عن أرتداء(الروب الرجالي على البجامة) كما لم نعد نرى ترآجيديا أوكوميديا يقبلها المشاهد حتى لو بنسبة معقولة وأعتقد أن مايقال ليس صحيحاً عن واجب ومهمة الأعمال الفنية ومضمونه فروض الواقع الأجتماعي، بل الصحيح أن نتعرض الى مسائل كبرى لاتقل أهمية عن الظواهرالأجتماعية وغيرها ولانمتد بالكوميديا الى حد الأسفاف تحت شعار (الشعب عاوزكده) ،ومايؤيد وجهة نظري مسرحيات عراقية كبرى أثرت بوضوح فناً ومجتمعاً مثل بيت وخمس بيبان والمحطة والثعلب والعنب ، أن بعض الأعمال التي قيل عنها توثيق لما جرى أبان حكم النظام السابق لم تلق ردود فعل شعبية أيجابية كماهو(مثلاً) في مسلسل الأختيار الجزء الثالث الذي تعرض لفترة حكم الرئيس المصري محمد مرسي ومارافقها من أحداث دموية وتفاعل المواطن مع أحداثها وهو على خلاف مايمكن تقديمه للمشاهد في بلادنا بعد الأحتلال من مآسي وأحزان وأن كل الظاهروالمخفي سيذهب في التعليق والنكات والكلام في الفضائيات ،هنيئاً لك ياجوجو أن مشاريعك الأستثمارية في الغرف الحمراء سيطويها الزمان ولن يتطوع أحد لكتابة مسلسل أسمه حكومة جوجو .


مشاهدات 260
أضيف 2022/05/15 - 5:42 PM
آخر تحديث 2024/06/27 - 11:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 320 الشهر 747 الكلي 9362819
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/7/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير