الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإنحياز للصالح العام هو المطلوب

بواسطة azzaman

الإنحياز للصالح العام هو المطلوب

حسين الصدر

 

-1-

اذا كان الانقياد للضوابط والموازين لا يقوى عليه الا ذوو الفطرة السليمة والعقل الراجح والنفس الصافية فانّ صرعى الطائفية والحزبية والقومية هم الكثرة الكاثرة من الناسللاسف الشديد - .

-2-

ولا شك أنَّ الحائد عن الاختيار السليم والموقف الصائب هو من أكبر مصاديق الخاسرين في الدنيا والآخرة حيث لم يُصْغِ لدين ولا عقل ولا مروءة وانما احتكم لهواه واستجاب للدواعي الشيطانية .

-3-

وقد شهد فجر الاسلام من الأبطال مَنْ لم يُقدّم على دينه أحداً على الاطلاق ، فدينُه أعزُّ عليه مِنْ نفسه ومِنْ كُلّ أقربائه وأصدقائه ومَصَالِحِه.

-4-

ومن مصائب الأمة الكبرى تسلط أمثال مروان بن الحكمالوزغ ابن الوزغعلى مقاليد السلطة فعاثوا فساداً في البلاد والعباد، ودفعت الأمة الثمن غالباً لما اجترحوه من جرائم ومظالم بحق الدين والانسانية .

-5-

جاء في التاريخ :

انّ عبد الرحمن بن الحَكَم - وهو أخو مروان بن الحكم - كان من أوائل المتبرمين من وصول أخيه الى السلطة لِعِلْمِهِ بحقيقة أخيه ومُروقِهِ وفِسْقِه وانحرافه عن الاستقامة المطلوبة ..

أتدرون ماذا قال ؟

لقد كان أخوه ( مروان ) يُلّقب ( بخيط باطل ) وبهذا يُعرف بين الناس فقال أخوه يهجوه ومَنْ اختاره للحكم :

لحا الله قوماً أمرّوا خيطَ باطلٍ

على الناسِ يُعطي ما يشاءُ ويُمنعُ

ودَلّ بذلك على انه من رجال الانصاف وليس من رجال الانحياز للعشيرة والمصالح .

-6-

ان عبد الرحمن بن الحكم بموقفه هذا من أخيه فاق كلّ الذين باعوا ضمائرهم وانحازوا لمصالحهم ودفعوا بالنطيحة والمتردية لِتَبوءِ المناصب العليا في العراق فكانت النتيجة الغرق في بحار فسادهم التي أذهلت العالم بأسره ، وحلّت بذلك عليهم وعلى مَنْ اختاروهم لعنةُ اللهِ ورسله وملائكته والناس أجمعين .

 


مشاهدات 608
أضيف 2022/11/28 - 5:01 PM
آخر تحديث 2024/07/01 - 6:48 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 355 الشهر 782 الكلي 9362854
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/7/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير