الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإنتحار الأخلاقي

بواسطة azzaman

الإنتحار الأخلاقي

 

عدي سمير الحساني

تتعدد الطبقات الاجتماعية وتختلف ثقافاتها ومستوياتها داخل المجتمع الواحد، ونتيجةً لذلك تتنوع المعتقدات والآراء والسلوكيات الفردية وفقاً للبيئة المحيطة بذلك. وتكون بعض تلك السلوكيات صائبة وسويةً بشكل متكامل لا غبار عليه وبعضها يكون ذات سلوكيات تجمع ما بين الصواب والانحراف والذي يتراوح ما بين بسيط والذي يُمكن ان يتم تعديل مسار صاحبه واصلاح ذاته الانساني، ومنها ما هو خطر والسير في طريق لا عود منه وذلك عندما يبلغ الخطأ حداً تنتحر معه الاخلاق ويموت معه الضمير الانساني.

ان فقدان الاتزان الشخصي وتشظي سلوكياتها سيؤدي الى نمو جانب الشر على حساب الخير داخل النفس البشرية والتي ستتوحد مع مثيلاتها لتخلق مجتمعات اجرامية ذات افكار متماثلة فيما بينها ومنحرفة عن غيرها، لا سيما عندما تغيب الرقابة الاسرية والمجتمعية عن رصد تلك السلوكيات لا بل قد يكون المجتمع جزء من تزايد ونمو تلك الجماعات عندما تغض النظر عن افعال تلك الجماعات بحجة ممكن اصلاحهم دون اتخاذ الاجراءات الكفيلة لإيقاف توسع هذه الجماعات وفي نهاية المطاف ستتزايد وتتوسع مولدة آهات وويلات.

فتجارة المخدرات وتعاطيها بدأت بشكل فردي وبسيط الى ان وصلت بشكل يُهدد المجتمع ككل، كونها تمس الامن والسلم المجتمعي، لا بل انها الاساس في انهيار المجتمعات الانسانية.

ولكن ما نُريد ان نتحدث عنه اليوم هو ما يحدث في النوادي الليلية من افعال وممارسات لا اخلاقية بشعة، من قبل عصابات ومجاميع تشيطنت وتعودت وامتهنت التجارة بشرف الفتيات ومنهن القاصرات وجعلهم سلعة رخيصة تُباع لأحضان وحوش بشرية لا تمتلك اي مقومات الانسانية سوى انهم حيوانات بهيئة بشر تتكاثر في حساباتهم اموال السُحت والحرام.

لتبدأ مزادات الشرف المباح من قبل فاقدي الضمير وعديمي الانسانية ليضعوا تسعيرة لعذرية تلك الفتيات وجعلهم كسلعة رخيصة لا قيمة لها.

والتي سينتج عنها عملية نسخ للصورة السيئة من البنات والبنين وبما يتماشى مع المحيط العائلي، وبعملية حسابية بسيطة للتكاثر المستمر لهذه النماذج وماذا سيحدث عنه بعد عدة سنوات؟ وما هو تأثير هذا التزايد على اطراف المجتمع الاخرى؟ وما هو حجم الاجرام النفسي الذي سيؤسس مجتمعات تشترك بروابط الفساد الاخلاقي وما سينتج عنها من نتاجات جنائية متعددة.

اذاً فالوضع يحتاج الى التفاتة مجتمعية انسانيه ثقافية امنية للتصدي الى هذا التوسع الأهوج وفقاً للقوانين المانعة والنصوص والضوابط الاجتماعية واعرافها المحرمة لتلك الافعال كونها تمس كرامة النفس الانسانية، وتهدد مستقبل الامن المجتمعي.

 

{ لــواء دكــــتور


مشاهدات 700
أضيف 2022/04/10 - 4:39 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 7:22 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 27 الشهر 8016 الكلي 9370088
الوقت الآن
الجمعة 2024/7/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير