الحكومة الجديدة والإهتمام بالشباب
حمزة محمود شمخي
يعد الشباب ركيزة أي أمة،فهم الهبة الالهية الي تهتم بها المجتمعات وتضمن من خلالها رقيها الاقتصادي والاجتماع وحيوية مجتمعها وتطلعاته،نظرا لما تمثله هذه الفئة من دور مؤثر اجتماعي وثقافي واقتصادي.
هناك اكثر من مفصل قرآني عن الشباب ودورهم في البناء،حيث يذكر الله عزوجل:
(سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) (الأنبياء: 60).
والمعنى ان هناك شاب صغير هو إسماعيل يعمل مع والده على بناء بيت الله الحرام ،ذلك المكان الذي غير سلوك العالم وروحانيته.
وحديث قدسي عن الرسول الاكرم:
(ما بعث اللهُ نبيًّا إلَّا وهو شابٌّ ، ولا أُوتيَ العلمَ عالمٌ إلَّا وهو شابٌّ).
وعن الامام علي(ع):
(شيئان لا يعرف فضلهما إلا من فقدهما: الشباب والعافية).
وفق قول الله تعالى ومن اكرمهم الله منزلة فان اساس حركة الحياة والاصلاح الروحي والاجتماعي والاقتصادي والقيمي فيها ينهض بها الشباب.
وليس غريبا ان ينتظر العراقيون من ذلك الشاب التقي المبهر الذي ينحدر من سلالة اهل البيت عليهم السلام والذي ينادي بالاصلاح العام ان يضمن اصلاح الشباب والارض التي يعيشون عليها لضمان اصلاح المجتمع.
ان الفئة الشبابية وفاعليتها تعكس (حيوية المجتمع)ومنذ التغيير عام 2003 حتى اليوم ظلت هذه الفئة بعيدة عن اهتمامات الدولة او على الاقل لم تمنح اهمية تتناسب وثقل دورها في رقي المجتمع وتقدمه وتطوره ،لذلك سجل على شبابنا بانه جيل مرتبك ومضطرب ومشوه الثقافة والمعرفة العلمية يقدس الفشل ويبتعد عن النجاح لكي يضمن الهروب ،وهذا ليس بسبب طبيعتهم الاجتماعية والعائلية وانما بسبب ارتباك واضطراب منظومة التربية والتعليم،فالمجتمعات التي انحصرت فيها (الطبقة الشبابية تحولت الى مجتمعات كسولة).
مناهج دراسية
وقاعدة اصلاح الشباب ليس درسا يقدم ضمن المناهج الدراسية في المدارس والجامعات رغم اهمية ذلك وتوصيتنا به ،ولكنها بناء سلوكي واجتماعي وثقافي كبير يحتاج الى استراتيجات عمل وتنقية تجارب دول وسيناريوهات تنفيذ تتفق وطبيعة مجتمعنا الذي نعيش فيه تبدا من العائلة والمدرسة وتنتهي بالجامعة وليكون الاعلام احد اهم مفاصل الاصلاح المطلوبة.
وبدراسة واقع تلك الستراتيجيات نقف على حزمة من البدائل وبعد فحص وتقليب حدود تلك البدائل وبسبب طبيعة المجتمع العراقي وجدنا ان تكون بداية ذلك الاصلاح بتفعيل و تكريس معنى الحلال والحرام اولا باعتبارها حزام الاصلاح وهم يفسران ظاهرة الفساد التي تعصف في مجتمعنا العراقي والتي لايتجرا احد بنكرانها،والتي شاعت فيها ثقافته بعد ان انكسرت في المجتمع العديد من القيم الاجتماعية بسبب حزمة من المسببات التى لو حدثت في دولة اخرى لادت الى زوالها.
لقد اصبح الحرام (الفساد) جزء من الثقافة المجتمعية الاعلامية،واصبح الحديث عن ذلك ليس معيبا لا من قبل المتكلم عنه ولا من قبل السامع له ،ولذلك تجذرت هذه المفردة في سلوكيات المجتمع بمختلف طبقاته واصبحت جزء من مفردات الثقافة العامة ونوع من انواع "بدع " التطور الاجتماعي والاخلاقي يتكلم بها الكبير والصغير انعكست تاثيراتها بشكل اكثر قوة على الشباب لكونهم اكثر قدرة على التلقي الاعلامي،اي ان اكثر من اساء الى الشباب هو الانفلات الاعلامي غير المدروس والمعيب الذي يمارس من بعض القنوات الاعلامية غير المنضبطة بمراسليها غير المنضبطين ايضا ،كيف تسمح الدولة واجهزتها الامنية لمحطة اعلامية ومراسلها الغير مهذب بسؤال شباب بعمر الزهور عن الطريقة التي يفضلونها في اجراء الجنس واختيارهم لفريستهم؟.
وكيف يسمح لذلك الشاب المتهور ان يقف في الشارع وحوله عدد من الفتية الصغار؟
واين الرقابة الاجتماعية والقانونية على الاعلام؟
لينقلب المشهد الذي ينقله الى دراما من الضحك وعدم المسؤولية رغم خطورته.
ان فكرة اصلاح الشباب تبدا من العائلة والمدرسة وان يتعلم الصغير والكبير فيها معنى الحلال والحرام اولا،
واذا ما فهم الجميع هذه الاية القرآنية:
(وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث) (الاعراف 157)
عند ذلك نستطيع القول ان اصلاح الشباب ممكن.
ومفردة الحلال والحرام منهج قراءني محدد ذكرها الله عزوجل في القران الكريم بحدود 88 مرة،وبتفسير مضمون هذه المفردات نستطيع القول ان الحرام هو نقيض الحلال يشكلان ثنائية للعلاقة في سلوكية المجتمع وتغيره الجمعي.
فالحرام ليس بسرقة المال العام وانما ايضا اي تصرف يقود لاتخاذ قرارات مؤذية يدخل فيها عنصر الغدر والحقد والانانية لا لشيء سوى رغبة عند من يمارسه. والحلال ان تشعر الاخرين بالرضا ان كانو اهلا له وعكسه الحرام.
والحلال ان تعترف ان نجاحك يسبب نجاح الاخرين والحرام عكس ذلك.
والحلال ان تبتسم للجميع والحرام عكس ذلك.
والحلال ان لاتبخس على الاخرين عملـــــــهم السابق والحرام عكس ذلك.
اذا المطلوب من الحكومة الجديدة ترصين الشباب بتوفير العمل لاصلاح سلوكهم والقضاء على القيم المشوه في المجتمع من اجل ضمان المستقبل.