سياسة المحتكر وسيادة الصديق
ابتهال العربي
العراق دولة لها سيادة ... هذا مايقوله المسؤولون من رؤساء وزراء ومتحدثون رسميون ونواب حكوميون، بالتأكيد يجدر بنا أن نقول شيء يصدق به اللسان ويقبله العقل فهل فعلاً لدينا سيادة؟ ؟ ربما لكن لاتوجد سيادة مع احتكار ولايلتقي الإحتكار مع السيادة على طاولة واحدة وهل يختلط الزيت بالماء ياسادة مثل مايقول الممثل المصري هاني رمزي في إحدى أفلامه؟
من البديهي ومن دون تساؤل نعلم أن العراق مطمع إقتصادي ومشروع سياسي بصورة عامة وما من صداقة حقيقية في السياسة، فالصداقة إذا إختلطت بالسياسة ستكون مغلَّفة بمصلحة يستخدمها الصديق لفرض سيادته وممارسة إحتكاره مقابل تقديم الدعم أو الخدمة مثل أننا نريد حماية هذه الدولة لذلك نفرض دخول قواتنا العسكرية على حدودها وداخل قواعدها أو نريد تطوير البنى التحتية لذلك سيكون لشركاتنا حق تنفيذ المشاريع الكبرى أو نريد إحداث تنمية تجارية واقتصادية فنغرق السوق ببضائعنا وهكذا...والنتيجة تصبح أنت مستورد والصديق مصدِّر رغم خيراتك ومواردك الإقتصادية وطبيعة الحال يقحموك في أزماتهم و يتدخلون في أزماتك.. الغريب أن الصديق وقت الضيق لكن الصداقة السياسية لها مسار آخر ومفهوم آخر فيقدِّم الصديق ذلك الدعم ليس مودة لك بل مصلحة بك.. بأموالك ومواردك، يصنع من نفسه معين ليكون متفضلاً عليك وهذا الفضل ليس في سبيل الله، الأغرب أن الله جزء أساس من خطاباتهم!!! نفذ الأمريكان هجوم بضربات صاروخية فثارت الحكومة الإيرانية وبدأ الإعلام يأخذ دوره بالتصعيد وزيادة الأزمة ذلك لأن هذا دوره الحقيقي فالإعلام حليف السياسة والإحتكار، القضية الأهم نجد أن الأزمة الأساس ليست عراقية ومع هذا العراقيون يتجادلون ويتناحرون من أجل حلفائهم وليس لبلدهم ذلك لأن الفكرة ليست دولتين إنما اعتقادين مختلفين فلكل منا ولاء مختلف سواء الهاجس سياسي كان أو طائفي، فتراهم على السوشال ميديا منقسمين واحداً يسب الآخر ويهين الآخر !!! العراقي الإيراني يشتم العراقي الإمريكي والعكس ذلك لأن مشكلتنا التبعية والإنقسام حتى صارت الهوية إيرانية أو أمريكية وليست عراقية، هذا ماحدث عند إطلاق القوات الأيرانية صواريخها على أربيل مبررين السبب وجود اسرائيليين أو بمعنى آخر إستهداف مقر القنصلية الأمريكية وأمريكا حليفة لإسرائيل.. وبين المعارك الطاحنة على شاشات الإعلام والصفحات الإلكترونية هنالك شيء مهم جداً أن الصواريخ لاحت الأرض العراقية فما هي حقوق دولة إيران مثلاً أن تغتصب صواريخها أرض أربيل أو بغداد؟ ماهو الحق والقانون المشروع لذلك؟ وأين الحق الدستوري والسيادة في ذلك!؟ الجواب سهل للغاية أن إيران لاتمتلك أي حق بالاعتداء وإن إستخدام العنف في تصفياتها وعداواتها مع الدول الأخرى في أرض العراق شيء لايقبله عقل أو منطق أو قانون أو دستور أما السيادة فلا أثر لها مع هكذا انتهاكات دون إحترام للسيادة ذلك لأنها تعد العراق أرضها وأرضها تابعة لها.. طبعاً بوجود المتحالفون في العراق مع إيران والمتخالفون مع أمريكا وهذا يثبت برود الجانب الإيراني من فعله ورد الفعل على ماحدث بتصريح غريب: الهجوم على أربيل لايستهدف سيادة العراق!!! أما الجانب الأمريكي صرح: سنرد على إيران ونحاسبها في حين الأخيرة صرحت: أننا حذرنا أمريكا ولم تسمع الكلام! .كل ذلك عبارة عن تهديدات بين الدولتين والعراق غير مضطر أن يكون محل تصفية لمصالح أو عدوانية، لكن هذا الكلام يبدو مضحكاً حتى بالنسبة لي أعترف بذلك لأن أبسط وأسهل مايقال: العراق مو للأحباب للأحزاب .